تصاعد التوتر بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ووصل ذروته، أمس الأربعاء، عندما شن ترامب هجومًا غير مسبوق على الأخير ووصفه بـ"الكوميدي الصغير وديكتاتور بلا انتخابات"، بينما وصفه زيلنيكسي بأنه "يعيش في فضاء التضليل الروسي".
وقبل تنصيب ترامب، 20 يناير الماضي، كان الرئيس الأوكراني يحاول كسب تعاطف ترامب وتجنب المواجهة المباشرة قدر الإمكان، بل والتقاه في نيويورك، ومشيرًا إلى استعداده لتقديم بعض التنازلات، وتحدث في الشيوخ الأمريكي عن صفقة المعادن المهمة بين البلدين، بحسب "شبكة سي بي إس".
تكتيكات ناجحة
وصفت تحركات زيلينسكي في البداية على أنها تكتيكات ناجحة إلى حد ما، لكن في الأيام الأخيرة تغير كل شيء، وتحدث ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والإفراج المتبادل للسجناء بين البلدين، وانطلقت في الأخير جولة محادثات في السعودية بهدف عودة العلاقات بقوة، بحسب الشبكة الأمريكية.
وبدأت شرارة التوترات بين الزعيمين، الأسبوع الماضي، عندما زار وزير الخزانة الأمريكي سكوت باسنت، أوكرانيا وعرض على زيلينسكي صفقة تنتقل بموجبها نحو نصف المعادن النادرة والقيمة للغاية في أوكرانيا إلى الملكية الأمريكية.
علامات الاستياء
وفوجئ زيلينسكي بالمقترح، وقال إنه يجب أن يدرسه، لكن باسنيت أبلغه أنه لديه ساعة واحدة للتوقيع عليه وإلا، فإن اجتماعاته مع وزير الخارجية روبيو ونائب الرئيس جي دي فانس قد يتم إلغاؤها، بحسب شبكة "إن بي سي" الأمريكية.
ورفض زيلينسكي التوقيع على تلك الصفقة، دون وجود أسباب علنية بحجة التفكير في الأمر، إلا أنه ومع انطلاق المحادثات بين روسيا وأمريكا، ظهرت علامات الاستياء على زيلينسكي، الذي طالب بمقعد لأوروبا على الأقل على طاولة المفاوضات.
تدهور العلاقة
وكان ترامب سريعًا في الرد على تعليقات زيلينكسي، وأكد أنه على مدار 3 سنوات ماضية كان لديهم هذا المقعد دون تحقيق تقدم يُذكر، ولم تنتهي الحرب، وهنا بدأت العلاقة في التدهور أكثر وازدادت التصريحات العدائية المتبادلة.
ومع رفض ترامب لوجود الأوكرانيين والأوروبيين في المحادثات بصورة مباشرة والاكتفاء فقط بإطلاعهم على النتائج، خرج زيلينسكي ليؤكد أنه رفض مطالب دونالد ترامب، بالاستحواذ على ثروات معدنية بقيمة 500 مليار دولار، وفكرة مناقشة الحرب في أوكرانيا دون كييف، بحسب "سي بي إس".
فضاء التضليل
وتحجج الرئيس الأوكراني، بأن المساعدات العسكرية التي استقبلتها كييف لا ترتقي قيمتها إلى المبلغ الذي يطالب به ترامب، موضحًا أن واشنطن لم تقدم أي ضمانات أمنية لكييف في هذا الاتفاق، مشددًا على أنه لا يمكنه أن يبيع بلده.
وردًا على ذلك، وفقًا لشبكة "سي بي إس نيوز"، أكد ترامب أنه شعر بخيبة أمل من تلك التصريحات، واتهم أوكرانيا بأنها من بدأت الحرب، وأن روسيا تريد فقط إنهاء تلك الهمجية، ومع تحميل أوكرانيا تلك المسؤولية عن الحرب، رد زيلينسكي قائلًا: "هناك قدر كبير من التضليل يأتي من روسيا، ولسوء الحظ فإن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعيش في فضاء هذا التضليل".
ديكتاتور والانتقادات
هنا خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ليهاجم بصورة مباشرة ولأول مرة نظيره الأوكراني، ووصفه بأنه "ديكتاتور بلا انتخابات" وكوميدي شهير، في منشور على موقع Truth Social، وأنه يرفض إجراء الانتخابات بسبب انخفاض شعبيته في استطلاعات الرأي.
ورأى ترامب أن الشيء الوحيد الذي كان زيلينسكي جيدًا فيه هو التلاعب بسلفه جو بايدن، واتهمه بخداع الولايات المتحدة والاستحواذ على 350 مليار دولار منه كمساعدات عسكرية في حرب لا يمكن الفوز بها، وهدده بأنه الأفضل أن يتحرك بسرعة وأن يعود إلى رشده، وإلا فلن تبقى له بلد.
ومع تصاعد تلك التوترات بين الزعيمين، طلب البيت الأبيض من زيلينسكي "تخفيف" الانتقادات و"التوقيع على تلك الصفقة"، التي تم العمل على تخفيفها وتبسيطها، مؤكدين أن الخلافات الحالية يمكن حلها، لكن من غير المعروف حتى الآن هل تشهد الأيام المقبلة زيادة التوتر أم سيستجيب زيلينسكي لضغوطات ترامب، وفقًا لـ"رويترز".