الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

انتخابات قبل وقف الحرب.. السلام في أوكرانيا يهدد عرش زيلينسكي

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

طالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بإجراء انتخابات في أوكرانيا كجزء من اتفاق السلام مع روسيا، في أول تصريحات علنية له بعد إجراء الولايات المتحدة محادثات رفيعة المستوى مع موسكو بالرياض.

وأوردت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، تصريحات ترامب للصحفيين بمنتجعه "مار إيه لاجو" في فلوريدا، إذ انتقد تعامل زيلينسكي مع الحرب، وقال ترامب: "مر وقت طويل منذ أن أجرينا انتخابات في أوكرانيا". 

وأضاف: "لديك قيادة في أوكرانيا الآن سمحت باستمرار حرب لم يكن من المفترض أن تحدث على الإطلاق"، مقارنًا المدن الأوكرانية بـ"مواقع الهدم".

ويثير اقتراح ترامب بإجراء انتخابات في أوكرانيا مخاوف من أن تستخدم روسيا الاقتراع للإطاحة برئيس أوكرانيا في زمن الحرب من منصبه وتنصيب مرشح مؤيد للرئيس الروسي فلاديمر بوتين يوافق على شروط سلام مواتية لموسكو، حسب صحيفة "التليجراف" البريطانية.

مباحثات السعودية

وترأس وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، ونظيره الروسي سيرجي لافروف، الوفدين في اجتماع استمر أربع ساعات ونصف الساعة في العاصمة السعودية الرياض.

وبعد ذلك، اتفق الوفدان الأمريكي والروسي على "وضع الأساس للتعاون المستقبلي" بشأن إنهاء حرب أوكرانيا وتطبيع العلاقات بسرعة، بعد محادثاتهما رفيعة المستوى الأولى بشأن الصراع منذ فبراير 2022.

واعتبرت "التليجراف" أن محادثات الرياض استهدفت إعادة ضبط مهمة للعلاقات بين روسيا والولايات المتحدة، إذ وافقت الدولتان على إعادة تأسيس البعثات في بلديهما، والبدء في مفاوضات جيوسياسية واقتصادية.

وستتضمن المرحلة الأولى من اتفاق السلام المقترح، خلال اجتماع الرياض وقف إطلاق النار، يليه انتخابات رئاسية في أوكرانيا، التي تم تأجيلها في أثناء الحرب بموجب الأحكام العرفية، حسب الصحيفة.

وعلمت "التليجراف" أن المرحلة النهائية ستشمل توقيع كييف وموسكو على اتفاق لإنهاء الصراع بعد الانتخابات.

تحديات تواجه الانتخابات

ونقلت " فاينانشال تايمز" عن ديفيد أراخميا، رئيس حزب زيلينسكي الحاكم بالبرلمان، في وقت سابق من فبراير الجاري، إنه لا ينبغي إجراء الانتخابات قبل ستة أشهر من انتهاء الأحكام العرفية.

ولفتت الصحيفة إلى أن إجراء الانتخابات سيمثل تحديًا هائلًا في ظل وجود ملايين الأوكرانيين النازحين، أو المقيمين في الخارج، أو المقيمين في مناطق تحت السيطرة الروسية.

وأعربت كييف عن مخاوف أمنية بشأن أي انتخابات، قائلة إنه ستكون هناك حاجة لقوات حفظ سلام غربية أو قوة أمنية لضمان سلامة الناخبين، وقالت إنها لا تستطيع إجراء انتخابات، إلا بعد توقف القتال ورفع الأحكام العرفية.

وأظهر استطلاع للرأي أجراه المعهد الجمهوري الدولي غير الربحي بين الأوكرانيين، سبتمبر وأكتوبر الماضيين، أن 60% من المستجيبين يعارضون إجراء انتخابات رئاسية في أثناء الحرب، وقال نحو 52% إنهم لا يؤيدون التصويت لانتخاب برلمان جديد في ظل استمرار الصراع.

مخاوف أوروبية

ولفتت "فاينانشال تايمز" إلى انتشار مخاوف واسعة النطاق بكييف وفي مختلف أنحاء أوروبا من أن ترامب يريد تسوية الحرب، وفقًا لشروط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقالت الصحيفة إن الولايات المتحدة يبدو أنها قدمت بالفعل تنازلات كبيرة لبوتين، من خلال تجاهل رغبات أوكرانيا في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي" الناتو" واستعادة الأراضي تحت سيطرة روسيا.

وأضاف ترامب، أنه أصبح "أكثر ثقة" في التوصل إلى اتفاق سلام بأوكرانيا بعد المحادثات الأمريكية مع روسيا في الرياض، أمس الثلاثاء، التي اعتبرها "جيدة للغاية".

لا سلام بدون أوكرانيا

وقال زيلينسكي، إنه لم يتم إبلاغه مسبقًا بالمحادثات، مضيفًا أن أوكرانيا سترفض أي تسوية لا تشمل كييف بشكل مباشر.

وأوضح: "لا نريد سلامًا يتم التوصل إليه خلف الكواليس دون مشاركتنا. فبدون أوكرانيا لا يمكن تحقيق السلام".

وقال الرئيس الأمريكي أيضًا، إنه يشعر "بخيبة أمل شديدة" لأن أوكرانيا "منزعجة من عدم حصولها على مقعد" في محادثات الرياض، مُنتقدًا كييف لعدم إنهاء الحرب.

وأضاف ترامب: "حسنًا، شغلوا مقعدًا لمدة 3 سنوات، أي قبل فترة طويلة من ذلك، وكان من الممكن تسوية هذا الأمر بسهولة بالغة".

وتابع: "سيدعم قوات حفظ السلام الأوروبية في أوكرانيا بعد الحرب، على الرغم من أن لافروف قال، أمس الثلاثاء، إن أي نشر لقوات حفظ سلام أوروبية في البلاد سيكون غير مقبول".