يبدو أن روسيا وضعت هدفًا خلال 2025، تلتزم من خلاله بالاستيلاء الكامل على ما يعرف باسم حزام الحصن الأوكراني، والذي يشكل العمود الفقري لقوات زيلينسكي، وأعادت نشر قواتها من أجل تحقيق ذلك الغرض، ولكن الخبراء يرون أن تلك التحركات تكشف عن حملة عسكرية متعددة السنوات.
يأتي ذلك في الوقت الذي تستعد فيه وفود (أمريكية - روسية - أوكرانية) للقيام بجولات من المفاوضات بالمملكة العربية السعودية، ضمن محاولات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات.
وأكد معهد دراسات الحرب أن تحركات الجيش الروسي، تكشف عن جهود قد تستمر لسنوات من أجل الاستيلاء على "حزام الحصن" الأوكراني في دونيتسك، مما يشير إلى أن السلام الدائم في أوكرانيا أمر بعيد المنال.
ويشكل "حزام الحصن" الأوكراني العمود الفقري للدفاعات الأوكرانية في منطقة دونيتسك، بحسب معهد دراسات الحرب، وهو عبارة عن خط طوله 50 كيلومترًا يحيط بأربع مدن رئيسية، وهي سلوفيانسك، وكراماتورسك، ودروزيكيفكا، وكوستانتينيفكا.
ولطالما تطلعت روسيا إلى الاستيلاء على هذه المدن، حيث تنتشر قوات الكرملين حاليًا على بعد ما بين 25 و30 كيلومترًا من الضواحي الشرقية لسلوفيانسك، وعلى بعد حوالي 20 كيلومترًا من الضواحي الشرقية لكراماتورسك.
كما يتواجد الجيش الروسي أيضًا على بعد تسعة كيلومترات من الضواحي الشمالية الشرقية لكوستانتينيفكا، وهي أقرب نقطة لهم على طول خط المواجهة في منطقة دونيتسك، المهمة بالنسبة لبوتين، ولكن من أجل اختراق تلك الكيلومترات المتبقية، تقف العديد من العقبات أمام روسيا.
وتتمثل أهم العقبات في طريقهم إلى مدينة سلوفيانسك، التي من المرجح أن يستغرقوا شهورًا للسيطرة عليها، حيث من المفترض أن يتقدموا عبر العديد من الحقول والمستوطنات الصغيرة قبل أن يتمكنوا حتى من تهديد سلوفيانسك.
وخلال الأشهر العشرة الماضية، أمضت القوات الروسية أغلب الأوقات في التقدم ببطء عبر المناطق الحضرية في تشاسيف يار وتوريتسك، لكنها لم تتمكن بعد من الاستيلاء على هذه البلدات بالكامل، مرجحين أنها تسعى لمحاولة قطع هاتين المنطقتين عن بقية حزام الحصن.
لكن الخبراء العسكريين أكدوا للمعهد أن التقدم الروسي في محيط حزام الحصن لن يجعله ينهار بسهولة أمام القوات الروسية في عام 2025 أو حتى عام 2026، ويرجع ذلك إلى أن الكرملين لن يتحمل حملة متعددة السنوات والمحاور ضد حزام الحصن لعدة أسباب.
يأتي في مقدمتها الخسائر المتزايدة التي تكبدتها روسيا في الأفراد والمعدات، بجانب أن جنود الكرملين لم يواجهوا حتى الآن دفاعات أوكرانية كبيرة، مثل تلك المنتشرة في حزام الحصن، حيث توجد فيه سلسلة من المواقع الدفاعية التي سيصعب على المشاة اختراقها بسهولة.
وفي الأخير، يرى المعهد أن استعداد روسيا لبدء حملة قد تستمر لسنوات ضد حزام الحصن الأوكراني في منطقة دونيتسك، يثير تساؤلات حول مصلحة روسيا ونيتها في الجلوس لإجراء مفاوضات ثنائية مع الولايات المتحدة الآن.