الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

وسط صدمة أوكرانية.. قمة ترامب وبوتين دون حلفاء زيلينسكي

  • مشاركة :
post-title
اجتماع مرتقب بين الرئيس الأمريكي ونظيره الروسي

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

استعدادًا للقمة المرتقبة في الرياض بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، بشأن الحرب الأوكرانية، يستعد مسؤولون كبار في إدارة ترامب للسفر إلى المملكة العربية السعودية؛ لبدء محادثات السلام مع المفاوضين الروس والأوكرانيين.

ونقلت صحيفة "بوليتيكو" عن نائب جمهوري ومسؤولين أمريكيين مطلعين على خطة المفاوضات، أن مستشار الأمن القومي مايك والتز، سينضم إلى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، ومبعوث الرئيس إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، في الأيام المقبلة لبدء محادثات بشأن إنهاء الحرب.

وذكر المسؤولون أن المبعوث الخاص لترامب إلى أوكرانيا، الجنرال المتقاعد كيث كيلوج، لن يكون حاضرًا.

وكان ترامب قال للصحفيين، الأربعاء، إنه يتوقع عقد اجتماع وجهًا لوجه مع الزعيم الروسي في المملكة العربية السعودية.

وقال: "نتوقع في النهاية أن نلتقي.. سنلتقي في السعودية لنرى ما إذا كان بوسعنا إنجاز شيء ما".

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتحدث في مؤتمر ميونيخ للأمن
غياب الشركاء

بينما قال الأمريكيون إنه لا توجد خطط لانضمام ممثلين من القوى الأوروبية الكبرى الأخرى إلى المحادثات، قال مسؤول أوكراني للصحيفة إن الإعلان عن المحادثات في السعودية "كان بمثابة مفاجأة بالنسبة لكييف"، مُشيرًا إلى أنه حتى الآن لا توجد خطط لإرسال وفد تفاوضي أوكراني.

وقد يثير غياب الشركاء الأوروبيين -واحتمال غياب أصحاب المصلحة الأوكرانيين- حفيظة حلفاء الناتو، الذين حثوا ترامب علنًا على ضمان حصولهم على مقعد على طاولة المفاوضات؛ كما أشار التقرير.

وتلفت "بوليتيكو" إلى أن الاجتماع يمكن أن يمثل لحظة مهمة في سعي ترامب إلى عملية السلام، كما سيمثل أول اجتماع كبير بين الممثلين الروس والأوكرانيين منذ اندلاع الحرب في عام 2022.

وخلال مقابلة على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن، أكد مايك ماكول -النائب الجمهوري من تكساس- خطط انضمام والتز وويتكوف إلى روبيو في السعودية؛ لبدء محادثات بين الجانبين المتحاربين.

وأكد مسؤولان أمريكيان للصحيفة هذه الخطط، لكنهما لم يوضحا تفاصيل أخرى بشأن الاجتماعات، بما في ذلك المفاوضين الأوكرانيين أو الروس الذين سيشاركون.

وفي ميونيخ، نقل التقرير عن عدد من كبار المسؤولين الأوروبيين تأكيدهم ضرورة إشراك أوكرانيا بشكل مباشر في أي محادثات بين ترامب وبوتين.

وبينما قال المستشار الألماني أولاف شولتس، في المؤتمر، السبت، إنه "لن يتحقق السلام إلا إذا تم تأمين سيادة أوكرانيا، وبالتالي فإن السلام المفروض لن يحظى بدعمنا أبدًا"؛ اتفق معه ماكول، الذي كان رئيسًا سابقًا للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي.

وقال: "الرئيس ترامب يريد السلام، لكن يجب أن يكون هناك اتفاق، حيث يجلس الأوكرانيون على الطاولة في هذه الصفقة الآن".

لا ثقة

في ميونيخ، توافد مئات من كبار القادة ومسؤولي الأمن القومي العالميين إلى ميونيخ لحضور المؤتمر الأمني السنوي، وهناك سلط الضوء على القلق العميق بين الأوروبيين بشأن الالتزام الأمريكي المستقبلي بالتحالف عبر الأطلسي في عهد ترامب، والذي ظهر بوضوح بعد الخطاب الذي ألقاه نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، والذي صدم العديد من الحاضرين.

وقبل المؤتمر، استبعد وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث، احتمال انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي كجزء من مفاوضات السلام، كما استبعد تمديد القوات الأمريكية أو بنود الدفاع الجماعي لحلف شمال الأطلسي إلى أي قوة حفظ سلام مستقبلية.

وقد أثارت هذه التعليقات انتقادات شديدة حتى من قبل الجمهوريين؛ ليتراجع هيجسيث لاحقًا جزئيًا عن تعليقاته. وفي الوقت نفسه، قدم مسؤولون في إدارة ترامب خطة إلى زيلينسكي لتسليم جزء من مخزون أوكرانيا من المعادن الأرضية النادرة مقابل استمرار الدعم العسكري الأمريكي.

ويلفت التقرير إلى أن إمكانية استبعاد أوكرانيا وحلفائها الأوروبيين من محادثات السلام المُحتملة "خلقت حالة من عدم الارتياح بين الدبلوماسيين في القارة"؛ لكن البعض يرى هذا باعتباره مؤشرًا على اختلال التوازن في القوة بين واشنطن وأوروبا.

وفي المدينة الألمانية نفسها، قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إنه لا يثق في استعداد بوتين لإجراء محادثات سلام حقيقية بعد ثلاث سنوات من الحرب.

وقال زيلينسكي في مؤتمر ميونيخ: "قال لي ترامب إن بوتين يريد وقف الحرب، قلت له: بوتين كاذب، آمل أن تضغط عليه؛ لأنني لا أثق به".