مع تصاعد خطر إنفلونزا الطيور في الولايات المتحدة، تواجه السلطات الصحية تحديات كبيرة في التعامل مع تفشي الفيروس، وذلك بسبب خفض الإنفاق الحكومي وتأخر الإدارة الجديدة في وضع استراتيجية واضحة لاحتواء انتشار المرض.
ووفقًا لشبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية، فإن مسؤولي الصحة العامة ظلوا لأسابيع دون تلقي تحديثات منتظمة من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، بعد أن أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتقييد الاتصالات الخارجية للوكالة. وأفادت مصادر مطلعة بأن بعض هذه الاتصالات لم تُستأنف إلا هذا الأسبوع.
كما أن التخفيضات الواسعة في تمويل برامج الصحة العامة، بما في ذلك القيود الجديدة على منح المعاهد الوطنية للصحة، تسببت في حالة من عدم اليقين بين الباحثين في الأمراض المعدية والمسؤولين المحليين، ما يجعل من الصعب تحديد الموارد المتاحة لمواجهة تفشي الفيروس.
انتشار متزايد للفيروس
بالتوازي مع ذلك، أدى تقليص ميزانية الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية إلى تقويض جهود مراقبة انتشار الفيروس في الخارج، كما ظلت العديد من المناصب القيادية في الإدارة الأمريكية شاغرة، ما أضعف قدرة الحكومة على تنسيق الاستجابة للوباء، ولم يتم تأكيد تعيين الوزراء المشرفين على وزارتي الصحة والزراعة إلا أخيرًا، رغم أن إنفلونزا الطيور كانت من الأولويات لدى وزيرة الزراعة الجديدة، بروك رولينز.
جاءت هذه الاضطرابات في وقت حرج، حيث تسبب الفيروس في إلحاق أضرار جسيمة بقطعان الدواجن، ما أدى إلى ارتفاع أسعار البيض إلى أكثر من الضعف، كما ظهرت سلالة جديدة من الفيروس بين الأبقار الحلوب، مما زاد المخاوف بشأن قدرته على التكيف والانتشار بين أنواع مختلفة من الحيوانات.
وعلى الرغم من عدم وجود أدلة على انتقال الفيروس بين البشر، فقد سجلت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إصابة ما لا يقل عن 68 شخصًا في الولايات المتحدة، مع تسجيل حالة وفاة واحدة. ويحذر الباحثون من أن تكرار تحورات الفيروس قد يؤدي إلى ظهور سلالات قادرة على الانتقال بسهولة بين البشر.
تحذيرات واستجابة متأخرة
صرّح ستيفن موريسون، مدير مركز السياسة الصحية العالمية في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، قائلًا: "الوضع يزداد خطورة وإلحاحًا، والعلماء يطلقون نداءات تحذيرية متكررة، ولكن يبقى السؤال: هل ستدفع هذه التحذيرات الحكومة إلى التحرك بوتيرة أسرع وباستراتيجية أكثر فاعلية؟"
ورغم تصاعد المخاوف، لم يستجب البيت الأبيض لطلب "إن بي سي نيوز" للتعليق على استراتيجيته في التعامل مع الأزمة أو الخطوات الإضافية التي يخطط لاتخاذها لمكافحة انتشار الفيروس.
انسحاب وتأخير في التعيينات
إلى جانب تقييد التواصل بين مراكز السيطرة على الأمراض والمسؤولين الصحيين المحليين، تأثرت منظمة الصحة العالمية أيضًا بمحدودية المعلومات الواردة من الولايات المتحدة. وأشار المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبريسوس، إلى أن المنظمة تلقت معلومات محدودة عن تفشي إنفلونزا الطيور في الولايات المتحدة منذ أن وقّع الرئيس ترامب أمرًا تنفيذيًا يقضي بانسحاب بلاده من المنظمة.
وبعد مرور شهر تقريبًا على هذه التطورات، لم يعين ترامب بعد مسؤولًا لرئاسة مكتب البيت الأبيض لسياسات الاستعداد والاستجابة للأوبئة، وهو المنصب الذي أُنشئ عام 2022 بهدف تنسيق جهود الحكومة لمواجهة الأوبئة.
وخلال حملته الانتخابية، ألمح ترامب إلى احتمال إلغاء هذا المكتب، منتقدًا جهود الرئيس السابق جو بايدن في التحضير لمواجهة أي جائحة مستقبلية.