الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

خوفا من تشويه سمعته.. عائلة لوثر كينج تخشى كشف سجلات اغتياله

  • مشاركة :
post-title
الناشط السياسي الأمريكي مارتن لوثر كينج جونيور

القاهرة الإخبارية - ياسمين يوسف

تشعر عائلة الناشط السياسي الأمريكي الراحل مارتن لوثر كينج جونيور، الذي ناضل ضد التمييز العنصري ضد السود، بالقلق من أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالإفراج عن سجلات حول اغتياله، ما قد يؤدي إلى إحياء محاولات مكتب التحقيقات الفيدرالي لتشويه سمعته وتقويض إرثه، حسبما ذكر موقع "أكسيوس".

معاينة السجلات

وقالت مصادر قريبة من عائلته، لموقع "أكسيوس"، إنهم طلبوا معاينة سريعة للسجلات قبل إصدارها، وذكر مصدر آخر تراسل مع أحد أبناء كينج: "هناك مخاوف عميقة داخل العائلة. إنهم يعرفون أن اليمين يريد تشويه سمعته، وإحدى الطرق للقيام بذلك هي نشر هذه التشهيرات في العلن تحت ستار الشفافية. إذا كانت هناك سجلات اغتيال، فأفرجوا عنها، لكن التشهير ليس سجلات اغتيال".

رفض ترامب

ومن ناحية البيت الأبيض صرّح مسؤول إن طلب عائلة كينج قوبل بالرفض من قِبل ترامب، إذ إن الرئيس الأمريكي يعتقد أن هذه السجلات لا تخصهم، إنما هي سجلات عامة.

وتابع المسؤول: "إن مصلحة الرئيس الدائمة هي الكشف عما تعرفه الحكومة عن الاغتيالات، وليس التفاصيل الفاضحة عن الحياة الخاصة للزعماء"، مؤكدًا أن مخاوف عائلة كينج قد تم نقلها إلى البيت الأبيض.

وسعي "كينج" إلى تحقيق الحقوق المدنية من خلال اللاعنف، لكن مع تطور عمله في الستينيات، سعى مكتب التحقيقات الفيدرالي بقيادة إدجار هوفر وآخرون في الحكومة الأمريكية إلى منع صعود ما خشوا أن يكون "مسيحًا" أسود يمكنه توحيد الأمريكيين من أصل إفريقي.

صراعه مع الفيدرالي

ويضع الجدل الدائر بين تصميم ترامب على إصدار وثائق أبقتها الحكومة سرية لأكثر من نصف قرن في مواجهة الألم المستمر للعائلة بشأن كيفية تجسس مكتب التحقيقات الفيدرالي بقيادة إدجار هوفر على كينج ومحاولة ترهيبه وإذلاله.

أصدر مكتب التحقيقات الفيدرالي وثائق عن الحياة الخاصة لكينج في وقت سابق، وتخشى عائلته أن يتضمن الكشف الجديد المزيد من الوثائق التي توضح تفاصيل التفاعلات المحرجة المزعومة في غرف الفنادق والمنازل الخاصة وحتى منزله.

وقال أحد أصدقاء عائلة كينج لموقع "أكسيوس": "نعلم أن إدجار هوفر حاول تدمير إرث الدكتور كينج، ولا تريد العائلة أن تسود هذه الجهود.. فالوعد بالإفصاح الكامل أثار قلق عائلة كينج، التي تأذت في عام 2019 من إصدار ملفات مكتب التحقيقات الفيدرالي التي زعمت تفاصيل قذرة عن الحياة الخاصة لكينج".

الكشف عن السجلات

في الشهر الماضي، أمر ترامب بالإفراج عن جميع السجلات التي لا تزال حكومة الولايات المتحدة تحتفظ بها حول اغتيال كينج في عام 1968، إضافة إلى اغتيال الرئيس جون كينيدي (1963) والسيناتور روبرت كينيدي (1968).

وعقب إعلان أمره بالكشف عن معلومات حول عمليات الاغتيال الثلاث، التي شكّلت عقدًا مضطربًا في المجتمع والسياسة الأمريكية، قال ترامب: "سيتم الكشف عن كل شيء".

وقالت عائلته في منشور على إنستجرام في 24 يناير المنقضي، في اليوم التالي لأمر ترامب: "اغتيال والدنا هو خسارة عائلية شخصية عميقة تحملناها على مدار السنوات الـ56 الماضية. نأمل أن تتاح لنا الفرصة لمراجعة الملفات كعائلة قبل إصدارها للجمهور".

اغتيال كينج

وغذَّت اغتيال كينج في فندق لورين بـ ممفيس، نظريات المؤامرة لفترة طويلة حول تورط الحكومة المحتمل، وخاصة بسبب عداء مكتب التحقيقات الفيدرالي تجاهه.

في عام 1969، أقر جيمس إيرل راي، وهو مجرم محترف، بالذنب في إطلاق النار على كينج، لكنه تراجع لاحقًا عن اعترافه، قائلًا إنه "كان جزءًا من مؤامرة أكبر".

استمرت مزاعم تواطؤ الحكومة لعقود من الزمن، حيث استشهد قادة الحقوق المدنية ومؤلفو التحقيقات ومحامو راي بمكتب التحقيقات الفيدرالي وشرطة ممفيس وسجن ولاية ميسوري -الذي هرب منه راي قبل عام من القتل- كمتآمرين محتملين.

في عام 1977، أمر قاضٍ فيدرالي بإخفاء معظم التسجيلات والتقارير عن الحياة الخاصة لكينج حتى عام 2027. وبموجب أمر ترامب، سيتم إصدار الوثائق قبل عامين، بحلول 9 مارس.