قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه قد يفرض رسومًا جمركية على واردات السيارات، بدءًا من الثاني من أبريل المقبل، وهي الخطوة التي من شأنها أن تزيد من توتر العلاقات التجارية مع جيران أمريكا الشمالية وأوروبا وبقية العالم، وفق مجلة" بوليتيكو" الأمريكية.
أدلى ترامب بهذا التصريح ردًا على أسئلة أحد الصحفيين حول موعد قدرته على تنفيذ تهديده السابق بفرض رسوم جمركية على السيارات.
وقال ترامب، خلال حفل توقيع أمر تنفيذي في المكتب البيضاوي: "ربما في الثاني من أبريل". ويأتي ذلك بعد يوم واحد من صدور سلسلة من التقارير التجارية حول إجراءات التعريفات الجمركية المحتملة في البيت الأبيض بموجب أمر تنفيذي وقعه في يوم تنصيبه.
في العام الماضي، استوردت الولايات المتحدة منتجات سيارات بقيمة 471 مليار دولار، وشمل ذلك سيارات بقيمة 214 مليار دولار، وأجزاء بقيمة 192 مليار دولار، وشاحنات وحافلات ومركبات ذات أغراض خاصة بقيمة 65 مليار دولار.
وتعد المكسيك أكبر مورد أجنبي للسيارات (49 مليار دولار)، تليها اليابان (40 مليار دولار)، وكوريا الجنوبية (37 مليار دولار)، وكندا (28 مليار دولار)، وألمانيا (25 مليار دولار).
وتتمتع المكسيك وكندا وكوريا الجنوبية حاليًا بإمكانية الوصول إلى الولايات المتحدة معفاة من الرسوم الجمركية بالنسبة لمعظم سياراتها، على افتراض أنها تلبي أحكام "قواعد المنشأ" الخاصة بالسيارات بموجب اتفاقيات التجارة الحرة التي أبرمتها مع الولايات المتحدة.
ولكن الاتفاق بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا أصبح بالفعل في خطر، بسبب تهديد ترامب بفرض تعريفات جمركية بنسبة 25% على المكسيك وكندا بسبب المخاوف بشأن أمن الحدود.
وكان الرئيس الأمريكي هدد في البداية بفرض هذه التعريفات في وقت سابق من هذا الشهر، لكنه أوقفها حتى الثاني عشر من مارس.
وأمس الأول الخميس، وقع ترامب على أمر تنفيذي يمهد الطريق له لفرض معدلات تعريفات جمركية متبادلة بين البلدان في الأسابيع أو الأشهر المقبلة، استنادًا إلى تقييم التعريفات الجمركية لكل دولة وغيرها من الحواجز التجارية.
وتشير ما تسمى التعريفات الجمركية المتبادلة إلى تلك التي تفرضها الولايات المتحدة على السلع المستوردة بنفس معدل تلك التي يفرضها الشركاء التجاريون على الصادرات الأمريكية.
وتستهدف خطط التعريفات الجمركية الجديدة البلدان التي تعاني من بعض أكبر العجز التجاري مع الولايات المتحدة، فضلًا عن الاختلافات في معدلات التعريفات الجمركية المفروضة على السلع الأمريكية التي تدخل بلدانها مقارنة بما تفرضه الولايات المتحدة عليها.
ومن الممكن أن تؤثر الرسوم الجمركية بشدة على الدول النامية، وخاصة الهند والبرازيل وفيتنام ودول أخرى في جنوب شرق آسيا وإفريقيا، نظرًا لوجود بعض من أوسع الاختلافات في معدلات الرسوم الجمركية المفروضة على السلع الأمريكية التي تدخل بلدانها مقارنة بما تفرضه الولايات المتحدة عليها.
ومن الممكن، حسب بوليتيكو، أن تكون أي تعريفات جمركية على السيارات إضافية لمعدلات التعريفات الجمركية المتبادلة، كما تنضم الرسوم الجمركية على السيارات إلى الرسوم الجمركية الشاملة البالغة 10%، والتي دخلت حيز التنفيذ الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى الرسوم الجمركية الأخرى على السلع الصينية والرسوم الجمركية الأكثر صرامة بنسبة 25% على الصلب والألومنيوم، والتي أعلن عنها ترامب الاثنين الماضي.