بينما يهدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأعضاء اليمين المتطرف في الحكومة الإسرائيلية، باستئناف الحرب على غزة، نقل موقع "واللا" الإسرائيلي عن مصادر إسرائيلية، إن فريق المفاوضات الإسرائيلي نصح وزراء المجلس الأمني المصغر "الكابينت"، بحل الأزمة مع حماس وعدم السماح بانهيار اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين والأسرى في قطاع غزة.
وقالت المصادر للموقع العبري، إن "رئيس الشاباك أخبر الكابينت، أمس، أنه يجب بذل جهود لإكمال المرحلة الأولى من الصفقة".
وأضافت: "إسرائيل طلبت من الدول الوسيطة أن تسعى لمنع حماس من تنفيذ تهديداتها بشأن الصفقة"، ولفتت المصادر الإسرائيلية إلى أن "عدم استكمال الصفقة، السبت المقبل، سيكون مخيفًا ونأمل أن ينجح الوسطاء في إنقاذها".
وأعلنت حماس، أمس الأول الاثنين، تأجيل تسليم الدفعة الخامسة من المحتجزين لديها، المقرر تنفيذها السبت المقبل، بسبب الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الذي دخل حيز التنفيذ، 19 يناير الماضي.
وقالت حماس، إنها نفذت كل ما عليها من التزامات بدقة وفي المواعيد المحددة والاحتلال لم يلتزم ببنود الاتفاق.
وأضافت: "خروقات الاحتلال شملت تأخير عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة واستهداف أبناء الفلسطينيين بالقصف.. وإعاقة دخول متطلبات الإيواء من خيام وبيوت جاهزة والوقود وآليات رفع الأنقاض، كذلك تأخير دخول ما تحتاجه المستشفيات من أدوية ومتطلبات لترميم القطاع الصحي".
وأكدت حماس أن تأجيل إطلاق الأسرى هي رسالة تحذيرية للاحتلال وللضغط باتجاه الالتزام الدقيق ببنود الاتفاق، لافتة إلى أن هذا الإجراء جاء قبل 5 أيام من التسليم لإبقاء الباب مفتوحًا لتنفيذ تبادل بموعده إذا التزم الاحتلال.
في المقابل، أمر نتنياهو الجيش الإسرائيلي بتعزيز المواقع في قطاع غزة وعلى حدوده، والاستعداد "لكل السيناريوهات" إذا فشلت حماس في إطلاق سراح المحتجزين، السبت المقبل.
ونقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن مسؤول إسرائيلي، أن تل أبيب لن تمضي قدمًا في اتفاق الهدنة وصفقة التبادل ما لم تفرج حماس عن 9 محتجزين آخرين، خلال الأيام المقبلة.
وعلى مدار 4 ساعات، أمس الثلاثاء، ناقش أعضاء مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي، الرد على إعلان حماس بأنها ستجمد إطلاق سراح المحتجزين حتى إشعار آخر، وحضر جلسة المشاورات وزراء الدفاع والخارجية والمالية وعضو الكنيست أرييه درعي، وفقًا لما ذكرته هيئة البث الإسرائيلية.
وكشفت "القناة 12" الإسرائيلية، أن رؤساء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، أبلغوا القيادة السياسية أن إسرائيل بحاجة إلى محاولة تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق غزة حتى نهايتها، وإخراج أكبر عدد ممكن من المحتجزين.
ونقلت القناة عن مسؤول إسرائيلي، إن "الكابينت" يؤيد بالإجماع التهديد الذي وجهه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لحماس بإطلاق سراح جميع المحتجزين، بحلول السبت المقبل، وإلا واجهوا الجحيم.
ولفت التقرير إلى أن الوزير اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، حث في اجتماع مجلس الوزراء الأمني على التأييد الكامل لتهديد ترامب.
ولكن التقرير نقل عن مصدر أمني لم يكشف عن هويته قوله: "نحن بحاجة إلى ضبط النفس الآن، لإكمال المرحلة الأولى بشكل كامل. لا ينبغي لنا أن نقطع ديناميكية إطلاق سراح المحتجزين. إن الإطار يعمل بشكل جيد، والوسطاء يضمنون الاتفاق وليس هناك سبب حقيقي لوقف التسلسل الآن".
ويوجد حاليًا 17 محتجزًا لدى حماس، بين أحياء وأموات، من المقرر عودتهم في المرحلة الأولى الجارية من الاتفاق، ويعتقد أن 9 منهم على قيد الحياة.
وتظاهر محتجون، وسط تل أبيب، ليل الاثنين الماضي، وأضرموا النار قُبالة مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية، رافعين شعارات تطالب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بإتمام مراحل اتفاق تبادل المحتجزين والأسرى مع حماس، وسط جدل وتشكيك في موقفه إزاء استكمال المفاوضات.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية، إن المتظاهرين أشعلوا النار وأغلقوا طريق بيجين الرئيسي في كلا الاتجاهين، للمطالبة بإتمام عمليات تبادل الأسرى والامتناع عن تعريض الصفقة للخطر.
ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها عبارات من قبيل "أعيدوهم جميعًا الآن" و"كفى حربًا"، ورددوا هتافات من بينها "الحكومة الإسرائيلية نسفت الصفقة" و"نتنياهو نسف الصفقة".
وأصدرت هيئة عائلات الأسرى المحتجزين في غزة، بيانًا قالت فيه: "إنها توجهت للدول الوسطاء في الاتفاق، وطالبت بتسوية الخلافات مع حماس لاستئناف تنفيذ الاتفاق، والتدخل فورًا من أجل التوصل إلى حل فعّال".
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن هناك حالة من الغضب تتملك الوسطاء في المفاوضات جراء تأجيل إسرائيل مباحثات المرحلة الثانية من الاتفاق.
وأشارت الهيئة إلى أن وفد التفاوض الإسرائيلي عاد من الدوحة، إذ بحث استكمال المرحلة الأولى بعدما تلقى تعليمات من نتنياهو، بعدم التطرق إلى المرحلة الثانية.
وقالت الهيئة: "كانت المهمة الرئيسية للوفد الإسرائيلي الحيلولة دون حدوث أزمة في المفاوضات، لكن كما رأينا في ضوء إعلان حماس لم تكلل هذه المحاولة بالنجاح".
و19 يناير الماضي، دخل اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين والأسرى بين حركة حماس وإسرائيل حيز التنفيذ في مرحلته الأولى، التي تمتد 6 أسابيع.
ويقضي الاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة مصرية قطرية أمريكية، ببدء مفاوضات غير مباشرة بشأن المرحلة الثانية في موعد أقصاه اليوم الـ16، على أن يتم إنجاز الاتفاق قبل نهاية الأسبوع الخامس من المرحلة الأولى.
ونقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" عن وزراء بالحكومة الإسرائيلية، إنهم وافقوا على أجزاء من المرحلة الثانية عندما وافقوا على الاتفاق مع حماس.
وأضاف الوزراء أن الاتفاق الأولي الذي تمت الموافقة عليه ينص على الانسحاب من غزة بعد 42 يومًا، وقالوا إن الوثائق تظهر أن جيش الاحتلال سينسحب من محور فيلادلفيا جنوب قطاع غزة، بحلول اليوم الخمسين، عكس ادعاء مقربين من نتنياهو.
ويشترط نتنياهو في مفاوضات المرحلة الثانية، إبعاد قيادة حماس عن غزة وتفكيك الجناح العسكري للحركة ونزع سلاحه وإطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين، وفق ما ذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية.