الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بين الولاء وإنقاذ الصفقة.. مناورة نتنياهو المعقدة وفوضى تصريحات الاحتلال

  • مشاركة :
post-title
دونالد ترامب ونتنياهو

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

كشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية، عن أن الإنذار الذي وجهه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحماس بالإفراج عن الرهائن بحلول يوم السبت، هز النظام الإسرائيلي بقوة غير مسبوقة، وأحدث بلبلة وتضاربًا كبيرًا في التصريحات ووضع نتنياهو في موقف صعب.

ودخلت صفقة وقف تبادل إطلاق النار مرحلة حرجة، وتخوفات من انهيارها، بسبب التجاوزات الإسرائيلية، وفق حركة حماس وخرق الاتفاقية خلال الأسابيع الثلاثة من بدء سريان الاتفاقية، والتي أعلنته بسببه تأجيل تسليم المحتجزين.

وبحسب مجلة نيوزويك الأمريكية، أدت الخروقات الإسرائيلية منذ الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ الشهر الماضي إلى استشهاد 26 و59 إصابة، بجانب قيام جيش الاحتلال بـ 105 انتهاكات جوية، و36 انتهاكا لإطلاق النار، و29 توغلاً بريًا وتسع حالات "قصف" واعتقال خمسة سائقين وصيادين فلسطينيين.

ورد ترامب بتهديد حركة حماس بأنه في حال لم تتم إعادة جميع المحتجزين من قطاع غزة بحلول الساعة 12 ظهر يوم السبت المقبل، فإنه سيعلن إلغاء وقف إطلاق النار، وتوعد بما سماه "جحيم حقيقي" إذا لم تفرج حماس عن كل المحتجزين في قطاع غزة.

ولكن بحسب، القناة الـ 12 الإسرائيلية، فإن إنذار الرئيس الأمريكي، أجبر إسرائيل على القيام بمناورة معقدة بين الولاء لواشنطن وإنقاذ الصفقة، حيث أدى إلى ضجة في تل أبيب، وإحداث سلسلة من التصريحات المتناقضة.

تلك الفوضى في التصريحات، كشفت عن التوتر الكبير في حكومة نتنياهو، بين الامتثال لمطلب ترامب والخوف من انهيار صفقة المحتجزين، حيث أعلنت إسرائيل في البداية أنها ستكتفي بالإفراج عن الرهائن الثلاثة يوم السبت وفقًا للاتفاق الأصلي.

لكنها في وقت لاحق، عززت موقفها وطالبت بالإفراج عن رهائن المرحلة (أ) التسعة، ولاحقًا أعلن مسؤول سياسي كبير أن إسرائيل ملتزمة بإعلان الرئيس الأمريكي بأن الجميع سيغادرون يوم السبت، في تغيير جذري واضح للمواقف.

تلك التناقضات، ظهرت في التصريح العلني، وفق القناة الإسرائيلية، لنتنياهو الأخير حول الأزمة والذي امتنع فيه عن تحديد العدد الدقيق للرهائن وهدد بنسف المفاوضات، وهو الأمر الذي وصفته بالمناورة، حيث خلف الكواليس يوجد محاولات متعمدة لاستغلال ضغوط ترامب لتسريع فقط إطلاق سراح المحتجزين التسعة، وعدم التورط في مأزق انهيار الصفقة.

من جهته، حدثت حالة من القلق داخل الجيش الإسرائيلي بسبب ذلك، حيث يشعر بالقلق بسبب مقامرة نتنياهو، التي يرون أنها قد تؤدي ليس فقط إلى الفشل في الوصول إلى المرحلة الثانية، بل أيضًا إلى انهيار المرحلة الأولى بالكامل.

وفي مناقشات مغلقة، طالب القادة العسكريون بضبط النفس من أجل استكمال المرحلة الأولى حتى نهايتها، مشددين على عدم كسر ديناميكية إعادة المحتجزين، حيث الآلية تعمل والوسطاء ضمانة للاتفاق، ولا يوجد سبب حقيقي لمقاطعة ما وصفوه بهذا التسلسل الآن.

كما يعارض جيش الاحتلال دعوة سموتريتش إلى تبني إنذار ترامب بشكل كامل، وشددت على أنه على الرغم من امتلاكها لأدوات هجومية مهمة، فإن الطريقة الصحيحة هي استغلال تصريح ترامب بطريقة جيدة لإطلاق سراح أكبر عدد ممكن من المحتجزين.