الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ترامب يؤجج التوترات العرقية.. السكان البيض في جنوب إفريقيا يشعرون بالخطر

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

القاهرة الإخبارية - ياسمين يوسف

يشعر البيض في جنوب إفريقيا، بالقلق من أن القرار الأخير الذي اتخذته إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بوقف المساعدات المالية لبلادهم بسبب مزاعم مصادرة الحكومة للأراضي من المزارعين البيض، الأمر الذي قد يؤدي إلى تصعيد التوترات العرقية في البلاد.

وعبر حسابه على موقعه "تروث سوشيال"، قال ترامب، إن "جنوب إفريقيا تصادر الأراضي، وتعامل فئات معينة من الناس معاملة سيئة للغاية، وهناك انتهاك جسيم لحقوق الإنسان في جنوب إفريقيا، ولن تتسامح الولايات المتحدة مع ذلك".

قلق متزايد

وعلّق الأفريكانيون، الذين يعيشون في كيب تاون، على قرار الولايات المتحدة بوقف المساعدات المالية لجنوب إفريقيا والبدء في العمل على منح وضع اللاجئ للبيض.

وقالت لالي كوتز، وهي من جنوب إفريقيا، لوكالة "الأناضول" التركية: "بصفتنا شعبًا إفريقيًا، نحن من السكان الأصليين لهذه الأرض. أعتقد أنه يتعين علينا البقاء في جنوب إفريقيا والعمل من أجل مستقبل هذا البلد".

وذكرت كوتز أن "القرار الأمريكي قد يؤدي إلى تصعيد التوترات العنصرية، وقد يضر هذا بجنوب إفريقيا، وخاصة المجتمع الأبيض"، مضيفة "الرئيس دونالد ترامب يجب أن يتعامل مع المشكلات الأكبر التي تواجه أمريكا، والمخاوف الاقتصادية والتضخم".

وتابعت كوتز "جنوب إفريقيا تعمل على التغلب على صدمات نظام الفصل العنصري في تاريخ البلاد وأن القانون الجديد بشأن مصادرة الأراضي يعالج الظلم التاريخي ويعزّز المساواة بين جنوب إفريقيا".

كذلك، قال الجنوب إفريقي جوهان دي فيليرز لـ"الأناضول": "بصراحة، أجد هذا القرار الذي اتخذته الولايات المتحدة بشأن بلدنا بلا معنى وسخيفًا. لا يتم الاستيلاء على أرض أحد. ولا أعتقد أن مثل هذا الشيء من المرجح أن يحدث في المستقبل".

وأضاف: "قرار ترامب بشأن جنوب إفريقيا، التي ليس لديه أي فكرة عنها، لا يفعل شيئًا أكثر من الإضرار بتماسكنا الاجتماعي".

معالجة التفاوت

والبيض، الذين يشكلون 8% من سكان جنوب إفريقيا البالغ عددهم أكثر من 63 مليون نسمة، هم بالفعل واحدة من أكثر المجموعات الاجتماعية والاقتصادية امتيازًا في البلاد.

يتكون معظم المجتمع الأبيض من المجموعة العرقية الأفريكانية، أحفاد المزارعين الهولنديين الذين قدموا إلى جنوب إفريقيا منذ قرون خلال الفترة الاستعمارية.

يمتلك المزارعون البيض حاليًا ما يقرب من ثلاثة أرباع أراضي جنوب إفريقيا، وكان توزيع الأراضي على المزارعين السود من بين أولويات الحكومات على مدى السنوات الثلاثين الماضية.

تتركز معظم الموارد الطبيعية في جنوب إفريقيا في أيدي عدد قليل من البيض، وخلال حقبة الفصل العنصري، طُرد السود وغير البيض بالقوة من أراضيهم من خلال سياسات عنصرية.

ويأمل الرئيس الجنوب إفريقي سيريل رامافوزا أن يساعد تشريع مصادرة الأراضي في تخفيف التفاوتات الهائلة في ملكية الأراضي الناجمة عن الاستيطان الاستعماري وحكم الأقلية البيضاء.

تجميد المساعدات

وتعليقًا على القرار، اتهم ترامب جنوب إفريقيا بـ"مصادرة أراضي المزارعين البيض من دون تعويض"، ووصف القانون بأنه "تمييزي".

وأعلن ترامب عن نيته منح وضع اللاجئ في الولايات المتحدة للمزارعين البيض، الذين وصفهم بـ"الضحايا الأبرياء المستهدفين بسبب عرقهم".

وفيما يتعلق بجهود الإدارة الأمريكية لمنح وضع اللاجئ لجنوب إفريقيا البيض، قال دي فيليرز: "لا ننوي الذهاب إلى أي مكان. ولا نحتاج إلى ذلك. لماذا نصبح لاجئين في الولايات المتحدة؟ واجبنا هو مداواة جراح الماضي وتطوير بلدنا".

ويأتي تجميد المساعدات الأمريكية في وقت تعتمد فيه جنوب إفريقيا على الدعم الدولي لتمويل برامجها الصحية، خاصة برامج علاج فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب (الإيدز)، إذ تموّل الولايات المتحدة نحو 17% من هذه البرامج.

حملة تضليل

من جهتها، أدانت حكومة جنوب إفريقيا ما وصفتها بـ"حملة التضليل" بعد قرار ترامب تجميد المساعدات الأمريكية للبلاد، وقالت إنها قلقة بشأن ما يبدو أنها حملة تضليل ودعاية تهدف إلى "تشويه صورة أمتنا العظيمة".

وأضافت أن الأمر التنفيذي لترامب يستند إلى "افتراضات خطأ، ولا يعترف بتاريخ جنوب إفريقيا العميق والمؤلم من الاستعمار والفصل العنصري".

ونفت الحكومة أي نية لمصادرة الأراضي من دون تعويض، مؤكدة أن القانون يسمح بالاستيلاء على الممتلكات فقط في ظروف استثنائية وبشروط عادلة.