الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"من الأردن إلى البحر".. كتاب تلوين فلسطيني يثير ضجة عالمية ضد إسرائيل

  • مشاركة :
post-title
مداهمة الشرطة الإسرائيلية ضد مكتبتين فلسطينيتين تثير الجدل

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

في قلب مدينة القدس المحتلة، اشتعلت توترات سياسية امتزجت بالثقافة الفلسطينية الراسخة، بعدما فجّرت مداهمة نفذتها الشرطة الإسرائيلية ضد مكتبتين فلسطينيتين جدلًا واسعًا تجاوز حدود المدينة ليصل إلى المنابر الإعلامية العالمية.

وأفضت هذه المداهمة إلى اعتقال بائعي كتب معروفين ومصادرة كتب وصفتها السلطات الإسرائيلية بأنها تحمل "محتوى تحريضيًا"، وحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، فلم تمر الحادثة دون ردود فعل دولية، إذ تعرضت إسرائيل لانتقادات حادة من وسائل إعلام عالمية ومنظمات حقوقية، ووصفت هذه الإجراءات بأنها "اعتداء على حرية التعبير".

اعتقالات تطال بائعي كتب

بحسب الشرطة الإسرائيلية، فقد تم تنفيذ عملية تفتيش واسعة في مكتبتين بالقدس المحتلة، حيث اشتُبه في قيامهما ببيع كتب ذات محتوى تحريضي تدعم "الإرهاب"، وفقًا لمزاعم الشرطة، وأسفرت العملية عن اعتقال شخصين في الثلاثينيات من العمر، حيث تم نقلهما إلى التحقيق في مركز شرطة "منطقة داوود".

وخلال التفتيش، صادرت الشرطة عددًا من الكتب التي زعمت أنها "تحريضية"، كان من أبرزها كتاب تلوين للأطفال يحمل عنوان "من الأردن إلى البحر"، وهو كتاب أثار الجدل بسبب الشعار الذي يحمله، وأكدت الشرطة أنها باشرت تحقيقاتها لمعرفة مدى تأثير هذه الكتب على التحريض الوطني والسياسي.

انتقادات دولية لإسرائيل

لم تمر هذه الحادثة دون ردود فعل واسعة من وسائل الإعلام العالمية، التي سارعت إلى نشر تقارير تنتقد تصرفات الشرطة الإسرائيلية، فقد وصفت شبكة "سي إن إن" وصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكيتان المداهمة بأنها "اعتداء على حرية التعبير"، مشيرة إلى أن قوات الشرطة لم تكتفِ باعتقال أصحاب المكتبات، بل قامت بإلحاق أضرار بالمحال والكتب المصادرة، بما في ذلك كتب الأطفال.

أما وكالة "رويترز"، فقد نقلت عن منظمة دولية تعمل على تعزيز السلام في الشرق الأوسط قولها إن "هذه الإجراءات تمثل انتهاكًا صارخًا لحرية التعبير والنشاط الثقافي الفلسطيني".

كما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن هذه الخطوة تندرج ضمن سياسة أوسع تتبعها إسرائيل لفرض "قيود صارمة على النشاط الثقافي الفلسطيني في جميع أنحاء البلاد".

تصاعد الاهتمام الدولي

في تطور لافت، أشارت تقارير إعلامية إلى أن جلسة تمديد احتجاز المشتبه بهما شهدت حضور ممثلين عن الاتحاد الأوروبي، إلى جانب مبعوثين بريطانيين وبرازيليين، قدموا دعمهم للعائلة التي تدير المتجر.

واعتُبر هذا الوجود الدبلوماسي دلالة على تصاعد القلق الدولي إزاء القيود التي تفرضها إسرائيل على الفلسطينيين، لا سيما فيما يتعلق بحرية التعبير والثقافة.

في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز"، روى أحد أصحاب المكتبات تفاصيل المداهمة، قائلًا: "لقد ألقوا الكتب على الأرض، فتشوا كل زاوية بحثًا عن أي شيء يحمل العلم الفلسطيني، لم يكونوا يفهمون الإنجليزية، لكنهم كانوا يبحثون عن أي رموز أو عبارات تتعلق بالهوية الوطنية الفلسطينية".

وأضاف أن الشرطة لم تقدم أي توضيحات حول ماهية الكتب التي تُعتبر "تحريضية"، مكتفية بمصادرة العشرات منها، بما في ذلك كتب تعليمية للأطفال.