في ظل التوترات المتصاعدة على خلفية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، شهدت الأسواق المالية الإسرائيلية هزة جديدة؛ إثر إعلان حركة حماس تأجيل إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين حتى إشعار آخر.
القرار، الذي جاء احتجاجًا على ما وصفته الحركة بانتهاكات إسرائيلية لبنود اتفاق وقف إطلاق النار، انعكس بشكل مباشر على قيمة الشيكل الإسرائيلي، الذي سجل تراجعًا ملحوظًا أمام العملات الأجنبية، ما يثير مخاوف جديدة بشأن استقرار الاقتصاد الإسرائيلي في ظل استمرار الأزمة.
تراجع الشيكل أمام العملات الرئيسية
عقب إعلان حماس، انخفض الشيكل الإسرائيلي أمام الدولار بشكل ملحوظ وفق موقع “كالكاليست” الإسرائيلي، حيث ارتفع سعر الدولار بنسبة 0.7% ليصل إلى 3.58 شيكل، بينما ارتفع اليورو بنسبة 0.5% ليتداول عند 3.69 شيكل.
وفي وقت سابق، حُدد السعر التمثيلي للدولار عند 3.562 شيكل، بينما بلغ السعر التمثيلي لليورو 3.679 شيكل، ما يعكس حالة عدم اليقين التي تسيطر على الأسواق المالية.
تأجيل الإفراج عن المحتجزين
أعلنت حركة حماس، في بيان رسمي اليوم الاثنين، أن تأجيل تسليم المحتجزين الإسرائيليين جاء نتيجة عدم التزام الجيش الإسرائيلي ببنود وقف إطلاق النار، متهمة إسرائيل باستهداف النازحين العائدين إلى شمال قطاع غزة، ومنع دخول المساعدات الإغاثية المتفق عليها.
وأكدت الحركة التزامها باتفاق وقف إطلاق النار "طالما التزم به الجيش الإسرائيلي"، مشيرة إلى أنها نفذت جميع التزاماتها بشأن وفق الاتفاق، في حين تواصل إسرائيل خرق البنود المتفق عليها، مما دفعها إلى اتخاذ قرار التأجيل.
اتفاق وقف إطلاق النار على المحك
دخل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي، ومن المقرر أن تستمر المرحلة الأولى منه لمدة 42 يومًا، تُجرى خلالها مفاوضات للانتقال إلى المرحلة الثانية، إلا أن التطورات الأخيرة تضع الاتفاق في موضع اختبار حقيقي، في ظل تبادل الاتهامات بين الجانبين.
على الجانب الإسرائيلي، وصفت الحكومة قرار حماس بأنه "انتهاك خطير" للاتفاق، ووفق صحيفة "هآرتس" العبرية، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إن قرار حماس بوقف إطلاق سراح المحتجزين يمثل خرقًا كاملًا للاتفاق، مُشددًا على أن إسرائيل لن تسمح بتكرار سيناريو 7 أكتوبر 2023.
وأضاف كاتس أن الجيش الإسرائيلي تلقى توجيهات بالاستعداد لأي سيناريو محتمل في غزة، مما يشير إلى احتمالية تصعيد عسكري جديد في حال استمرار الجمود في تنفيذ الاتفاق.
الاقتصاد الإسرائيلي في مواجهة التوترات
يأتي تراجع الشيكل في سياق أوسع من التأثيرات الاقتصادية التي سببتها الحرب في غزة، حيث تواجه إسرائيل ضغوطًا مالية متزايدة، من ارتفاع العجز المالي إلى تراجع ثقة المستثمرين.
ويرى محللون أن استمرار حالة عدم الاستقرار قد يؤدي إلى مزيد من التدهور في الأسواق المالية، مما يفاقم التحديات الاقتصادية التي تواجهها إسرائيل.