الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تحليل إسرائيلي: الانسحاب من نتساريم إنجاز معنوي لحماس وحماية للجنود

  • مشاركة :
post-title
عودة الفلسطينيين إلى منازلهم بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من ممر نتساريم

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

في خطوة تعد إنجازًا في صفقة التبادل بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، انسحبت قوات جيش الاحتلال من ممر نتساريم. وحسب صحيفة "يديعوت أحرنوت"، فإن ذلك يعد إنجازًا معنويًا لحركة حماس، فيما تعتبره القيادة الإسرائيلية تحركًا تكتيكيًا يعزز حرية المناورة للجيش في القطاع.

انسحاب تكتيكي

وفقًا لصحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، فإن الانسحاب من ممر نتساريم لا يشكل خسارة ميدانية كبيرة، إذ لا يزال جيش الإسرائيلي قادرًا على الوصول إلى المناطق التي تم إخلاؤها، حتى في حال اندلاع مواجهات. علاوة على ذلك، فإن السماح لسكان غزة بالتحرك بحرية بين شمال القطاع وجنوبه أفقد الممر قيمته كأداة ضغط على حماس.

وحسب الصحيفة العبرية، فإن الانسحاب يمنح الجيش الإسرائيلي ميزة استراتيجية، إذ كانت القوات المنتشرة في الممر، الذي يبلغ طوله تسعة كيلومترات وعرضه سبعة كيلومترات، عرضة لهجمات مستمرة من قبل حماس، مما يجعل حمايتها أكثر صعوبة. أما الآن، فقد أصبحت القوات متمركزة في مناطق عازلة أكثر أمانًا.

وتشير الصحيفة إلى أن الفرق العسكرية الثلاث، الفرقة 162، الفرقة 143، والفرقة 99، لا تزال تمتلك حرية كاملة في تنفيذ عملياتها في قطاع غزة، كما أن الجيش الإسرائيلي قادر على إعادة انتشاره في أي منطقة داخل القطاع، بما في ذلك النصيرات ودير البلح، التي لم يتم اقتحامها سابقًا.

أوراق ضغط

بحسب "يديعوت أحرنوت"، فإن حماس لا تزال تحتفظ بحرية الحركة في بعض المناطق مثل مخيمات اللاجئين في وسط غزة، مما يسمح لها بتنظيم فعالياتها الدعائية. ومع ذلك، فإن الجيش الإسرائيلي يعتمد الآن على تكتيكات استهداف محددة، حيث يتم ضرب أي عنصر من حماس يحاول زرع عبوات ناسفة أو إطلاق قذائف صاروخية.

وفي سياق أزمة المحتجزين، تؤكد الصحيفة أن الأولوية القصوى الآن هي تأمين الإفراج عنهم، عبر تسريع المفاوضات المتعلقة بالاتفاقيات المرحلية، بما في ذلك وقف القتال والانسحاب من بعض المناطق الاستراتيجية.

رغم الانسحاب من نتساريم، لا تزال إسرائيل تمتلك أوراق ضغط على حماس، وفقًا لما ورد في "يديعوت أحرنوت"، إذ يمكن لها تقليل عدد شاحنات المساعدات الإنسانية المتوجهة إلى غزة، أو تقييد عمليات إجلاء الجرحى من مقاتلي حماس، وكذلك القدرة على فرض مزيد من القيود على الأسرى الفلسطينيين في السجون، كوسيلة ضغط لتحسين ظروف المحتجزين لدى الحركة.

أولوية تحرير المحتجزين

تشير الصحيفة إلى أن إسرائيل مطالبة بالتوقف عن التصريحات التي تتحدث عن "تدمير حماس بالكامل"، لأن مثل هذه التصريحات تعرقل فرص التوصل إلى اتفاق، مما يؤثر سلبًا على مصير المحتجزين. وفي هذا السياق، تستشهد "يديعوت أحرنوت" بنص ديني في العقيدة اليهودية: "لا يفتخر من يشد سيفه كمن ينزع سيفه" (أي الحذر من الغرور والتسرع في إعلان النصر قبل تحقيقه فعليًا)، مشددة على أن التعامل مع حماس يجب أن يكون محسوبًا لتجنب الإضرار بالمحتجزين، حسب الصحيفة العبرية.