شهدت الساحة السياسية والعسكرية في دولة الاحتلال الإسرائيلي سجالًا حادًا بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف جالانت، حول قرار تأجيل شن هجوم على حزب الله في 11 أكتوبر 2023، عقب أيام قليلة من هجوم السابع من أكتوبر.
جاء ذلك في مقابلة أجراها جالانت مع صحيفة "يديعوت أحرونوت"، حيث اعتبر أن التأخير كان "أكبر خطأ أمني" ارتكبته دولة الاحتلال الإسرائيلي، إذ أثارت تصريحاته جدلًا واسعًا داخل الأوساط السياسية والعسكرية، خاصة في ظل استمرار التوترات الإقليمية.
تأخير الهجوم
في حديثه مع "يديعوت أحرونوت"، أكد جالانت أنه لو تم تنفيذ العملية في 11 أكتوبر، لكانت دولة الاحتلال الإسرائيلي قادرة على توجيه ضربة قاصمة لحزب الله من خلال تفجير آلاف أجهزة الاستقبال والإرسال المفخخة التي كانت بحوزة مقاتلي الحزب، مشيرًا إلى أن هذا التفجير كان سيؤدي إلى القضاء على 90% من القوات الميدانية لحزب الله.
وقال "جالانت": "في الحادي عشر من أكتوبر، كان بإمكاننا تحقيق نسبة 90% أو أكثر، لأن بعض الصواريخ التي أطلقها حزب الله كانت مركزة في المستودعات ولم يتم نشرها بعد، وعندما تبدأ المناورة، يرتدي 15 ألف مقاتل سترات واقية مزودة بأجهزة مفخخة، وكان من الممكن تفجيرها جميعًا بضربة واحدة".
وأضاف جالانت أن الهجوم، لو نُفذ حينها، لكان من شأنه تغيير مسار الحرب بالكامل، مضيفًا: "كانت النتيجة حينها القضاء فعليًا على حزب الله، سواء على مستوى القيادة أو على مستوى الترسانة الصاروخية والمقاتلين، ومنذ تلك اللحظة، كانت إسرائيل ستصبح في وضع استراتيجي مختلف تمامًا"، حسب قوله.
نتنياهو يبرر
جاء رد نتنياهو سريعًا خلال مقابلة مع القناة 14 الإسرائيلية، حيث دافع عن قراره بعدم شن الهجوم في ذلك التوقيت، معتبرًا أنه كان خيارًا مدروسًا لتجنب الانخراط في حرب على جبهتين، وأوضح أن عدد أجهزة الاتصال التي كانت بحوزة الجيش الإسرائيلي في ذلك الوقت لم يكن كافيًا لتنفيذ العملية كما كان مخططًا.
وقال نتنياهو: "كنا نملك ما بين 100 و150 جهاز اتصال فقط، مقارنة بالآلاف التي جمعناها لاحقًا، كان الدخول في حرب متزامنة على جبهتين خطأً فادحًا قد يؤدي إلى نتائج كارثية".
وأشار نتنياهو إلى أن استراتيجيته كانت تقتضي التركيز أولًا على حركة حماس وقطع مصادر الطاقة عنها قبل التوجه إلى حزب الله في الشمال، مشددًا على أن قراره ساهم في إحداث تغيير حقيقي في وجه الشرق الأوسط".
تصعيد الخلاف
لم يتراجع جالانت عن موقفه، بل قام بالرد مجددًا عبر منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، مؤكدًا أن خطة عملية "البيجر" كانت جاهزة منذ سنوات، وكان يمكن تنفيذها في 11 أكتوبر، وأضاف: "على عكس ما قيل، كانت هناك آلاف أجهزة النداء في أيدي مقاتلي حزب الله عندما اقترحت مهاجمتهم، ولم يكن الانفجار الذي حصل لاحقًا سوى جزء بسيط مما كان يمكن تحقيقه لو نُفذت العملية في الوقت المناسب".
وأوضح جالانت أن التأخير في اتخاذ القرار أدى إلى إعادة تخزين أجهزة الاتصال في المستودعات، مما جعل تفعيل الخطة لاحقًا أقل تأثيرًا، وأضاع فرصة استراتيجية ثمينة للقضاء على آلاف المقاتلين من حزب الله" حسب تعبيره.