من المنتظر أن يكون لقرار الجنائية الدولية باعتبار نتنياهو مجرم حرب تأثير إيجابي على الحرب في غزة التي دخلت عامها الثاني، وهو الأمر الذي أكد خبراء توقفه على الضغوط الدولية المنتظرة ضد المتسبب في إبادة الشعب الفلسطيني.
واتهمت الجنائية الدولية، رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه السابق يوآف جالانت، بارتكاب جرائم حرب في غزة، والإشراف على هجمات ضد المدنيين، واستخدام التجويع كسلاح ضد الفلسطينيين.
حماية الفلسطينيين
وحول هذا الأمر، قال الدكتور أشرف العشري، مدير تحرير صحيفة الأهرام المصرية: "بكل تأكيد يعتبر قرار الجنائية الدولية تاريخيًا، وسيلعب دورًا كبيرًا في توفير الحماية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية من خلال اعتقال نتنياهو وجالانت".
وأضاف في تصريحات لـموقع "القاهرة الإخبارية"،: "يؤشر القرار على أنه ستكون هناك ملاحقة دولية في عشرات الدول ضد الثنائي الإسرائيلي، ولفت إلى أنهما حتى لن يستطيعا النزول ترانزيت في الدول الموقعة على ميثاق روما، وهو ما ظهر في إعلان بعض الدول تنفيذ القرار مثل بلجيكا وهولندا".
انعكاسات سلبية
ومن المنتظر أن يكون لهذا القرار الكثير من الانعكاسات السلبية على الاحتلال عامة، ونتنياهو خاصة، الذي ربما سيلجأ لتخفيف وضع الحرب في غزة كمخرج للمأزق الدولي، كون استمرارها يعني أنه يتحدى الإرادة الدولية، بحسب العشري.
كما أن استمرار الحرب على غزة بنفس وتيرة الإبادة والتجويع بعد قرار الجنائية الدولية، يعني أنه يسعى إلى حرب إبادة شاملة، ما سيضاعف بإصدار قرارات أخرى بحقه، وتقديم المزيد من الشكاوى ضده من قبل الدول العربية والإفريقية وحتى الأوروبية.
المخرج الوحيد
وبالتالي يعتبر نتنياهو مُحاصرًا بشكل كبير لأنه سيجد نفسه معتقل لا محالة، ولن يجد أمامه، كما يقول مدير تحرير الأهرام، إلا السعي لتخفيف الحكم والملاحقة ضده عبر المخرج الوحيد وهو طريق وقف إطلاق النار وأيضًا البحث في صيغة سلام بقطاع غزة، خلال المرحلة المقبلة - أي التهدئة - وليس سلامًا شاملًا.
أيضًا يشكل قرار الجنائية الدولية ضد نتنياهو، في حد ذاته ضربة كبيرة له، في مواجهة كثير من التحديات خلال المرحلة الحالية، خاصة التحديات الداخلية والتوترات السياسية، وربما ستتغير المعادلة في الأيام المقبلة بالضغط الأمريكي الأوروبي الدولي.
صيغة توافقية
وبحسب العشري، سيكون على رئيس الوزراء الإسرائيلي تقديم الكثير من التنازلات بشأن الانسحاب من غزة والبحث عن صيغة تضمن عدم القتل و الإبادة والتجويع في قطاع غزة خلال الأيام المقبل، إذا كان يريد إسقاط الملاحقة الدولية، فسيكون عليه .
وعن الدور الأمريكي المنتظر، أكد الدكتور أشرف العشري، أن إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب، ستسعى إلى الوصول لصيغة توافقية على أن يكون هناك تنازل عن ملاحقة مجرم الحرب نتنياهو، في مقابل وجود استجابة إسرائيلية، من خلال تنفيذ قرار وقف إطلاق النار في غزة خلال الأيام المقبلة، وهو ما يتوقف على الضغط الدولي المنتظر إذا أراد نتنياهو الخروج من الحصار.
مرحلة جديدة
وفي السياق ذاته، قال الدكتور أيمن الرقب، الأستاذ بجامعة القدس، إن قرار المحكمة الجنائية الدولية يشكل فرصة ذهبية لتشجيع محكمة العدل الدولية على إدانة كيان الاحتلال بارتكاب إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني.
ولأول مرة، كما يقول الرقب لموقع "القاهرة الإخبارية"، يتم إدانة دولة تسمي نفسها "ديمقراطية وليبرالية"، بأن يتهم قيادتها بارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية، واستخدام بجانب القتل سلاح الجوع.
ويرى الأستاذ في جامعة القدس أن قرار الجنائية الدولية، من المتوقع أن يشكل مرحلة جديدة ستبدأ بعزل الاحتلال وكشفه ومقارعته في كل الأماكن، بعدما ثبت ارتكاب قيادتها لجرائم حرب، وسيكون هناك إحراج كبير إذا لم يتم اعتقالهم داخل الدول الموقعة على القرار.