أصبح العديد من الأمريكيين في الولايات المتحدة، خاصة جيل الشباب، غير قادرين على شراء منازل بسبب ارتفاع الأسعار، حتى أن مئات الآلاف منهم تخلوا عن فكرة التملك بالكامل في السنوات الأخيرة.
ضياع الحلم الأمريكي
ويواجه الجيل z التحدي الأكبر من الأجيال السابقة لتحقيق الحلم الأمريكي، بحسب موقع csmonitor، في السنوات الأخيرة، وهو ما جعل خبراء العقارات يدقون ناقوس الخطر، حول الصعوبة المتزايدة أمام هذا الجيل في فكرة امتلاك منزل.
ويعد ارتفاع أسعار الفائدة، وأسعار المساكن المتضخمة، والأجور الراكدة، أهم الأسباب التي تجبر الكثيرين من الشباب الأمريكي على الدخول في حلقة مفرغة من الإيجار مدى الحياة، ما جعلهم يشعرون بأن حقوق الملكية في البناء أصبحت بعيدة المنال بشكل متزايد.
وفي غياب التحولات الاستراتيجية، تشهد الولايات المتحدة جيلاً كاملاً يبتعد عن الحلم الأمريكي، وفقًا للخبراء، حيث أصبح الإسكان باهظ التكلفة بالنسبة لجزء كبير منهم، ولم تواكب الأجور ما فعله التضخم أو تكاليف المساكن التي ترتفع بسرعة.
أدنى مستوى للمبيعات
وانخفضت مبيعات المساكن القائمة إلى أدنى مستوى لها منذ ما يقرب من 30 عامًا في الولايات المتحدة، وبناء على متوسط الرواتب في أمريكا، فإن الجيل Zيستطيع فقط ادخار ما يقرب من 110 ألف دولار، ولكن متوسط سعر المنازل في المقابل يبلغ 420 ألف دولار اليوم.
وبالنسبة لهذا الجيل، فإن الأمر لا يتعلق بفكرة التخلص من جهاز تحضير القهوة أو الاستغناء عن خبز الأفوكادو من أجل ادخار سعر المنزل، ولكن بالنسبة لهم فإن أي حسبة رياضية للحصول على منزل الآن لا تنطبق على هذا الجيل.
وأكد الخبراء أن المعروض من المنازل التي تستطيع الأسر الشابة ذات الدخل المتوسط شراءها، ارتفع خلال السنوات العشر الماضية من 50% من المنازل المتاحة إلى 15% فقط مع ارتفاع أسعار المساكن وأسعار الفائدة على الرهن العقاري.
انعدام الاستقرار
وما يجبر الشباب الأمريكي على استئجار المنازل في أحياء ذات جودة أقل، الأمر الذي يعطل تعليم أطفالهم ويزيد من الضغوط المالية على الأسر ويخلق حالة من عدم الاستقرار السكني، هو أمر واحد بحسب الخبراء، يتعلق بقيام المستثمرين الكبار بشراء عدد قياسي من المنازل.
ولم تؤثر أزمة القدرة على تحمل تكاليف السكن للشباب الأمريكي على الحالة الاقتصادية فقط، بل إنها تفرض أيضًا ضريبة نفسية خطيرة على هذا الجيل، وفقًا للخبراء النفسيين، حيث باتوا يعانون من القلق والإحباط ومشاعر الفشل.
وبالإضافة إلى ذلك يكافحون من أجل تحقيق ما اعتبرته الأجيال السابقة طقوسًا للانتقال إلى حياة أفضل، حيث لطالما ارتبط امتلاك منزل بالاستقرار والنجاح في الولايات المتحدة، لذا عندما يبدو الأمر بعيد المنال، فقد يؤدي ذلك إلى الشك في الذات والشعور بالعجز عن تحقيق أهداف الحياة.