في حين أن الغيرة هي عاطفة طبيعية تمامًا، إلا أن النمط المفرط أو المَرَضي منها يمكن أن يكون ضارًا لكل من الفرد الذي يشعر بها ومَن حوله على حدٍ سواء.
هكذا، كشف استطلاع أجرته مجلة "نيوزويك" أن الجيل "Z"، والذي يشير إلى مواليد منتصف التسعينيات وحتى منتصف العقد الأول من القرن الـ21، هو الجيل "الأكثر غيرة" مقارنة بنظرائه الأكبر سنًا، وذلك في جوانب مختلفة من الحياة، من العلاقات إلى الإنجازات الشخصية والممتلكات.
الاستطلاع، الذي جري عبر الإنترنت بين 27 و28 يونيو الماضي، قام بتقييم إجابات 2500 أمريكي، طُلب منهم تقييم مستويات الغيرة لديهم كل يوم.
وبينما صنّف 7% فقط من جميع المشاركين مستوى غيرتهم عند 5 "غيرة شديدة للغاية"، صنّف أكثر من ثلث المشاركين، بنسبة 36%، غيرتهم عند 0 أو "غير غيور" على الإطلاق.
وعلى المستوى الجغرافي، تباينت مستويات الغيرة؛ حيث كان لدى المشاركين من الجنوب أعلى مستويات الغيرة، بعد ما صنّف 17% غيرتهم على المستوى 5 "غيرة شديدة للغاية"، مقارنة بـ8% في الغرب، و8% في الغرب الأوسط، و8% في الشمال الشرقي.
كما أظهرت الانتماءات السياسية اختلافات في مستويات الغيرة؛ فمن بين الذين صوّتوا لصالح دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية لعام 2020، صنّف 8% غيرتهم عند المستوى 5، مقارنة بنسبة أقل بلغت 6% ممن صوّتوا لصالح جو بايدن.
ارتباط عاطفي
من بين جميع المشاركين، كان أولئك الذين ينتمون إلى الجيل "Z"، الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و26 عامًا، وهم الأقل احتمالًا لتقييم غيرتهم على أنها 0، بنسبة 21% فقط.
جاء هذا بالمقارنة مع 32% من "جيل الألفية" الذين تتراوح أعمارهم بين 27 و42 عامًا، و40% من "الجيل X" الذين تتراوح أعمارهم بين 43 و58 عامًا، و51% من جيل "طفرة المواليد" و"الجيل الصامت" الذين تزيد أعمارهم على 59 عامًا.
تقول "نيوزويك": "بينما صنّف 10% فقط من المشاركين في الجيل Z غيرتهم على أنها في الطرف الأقصى من المقياس "5 من 5"، كانت النتائج كافية لجعلهم يبرزون باعتبارهم الجيل الأكثر غيرة، حيث كان لديهم أقل نسبة من الأفراد الذين يدعون أنهم لا يشعرون بالغيرة على الإطلاق".
ونقلت المجلة عن كريستي تسي، الباحثة في خدمة استشارات الصحة العقلية، لمجلة "نيوزويك" أن الجيل "Z" غالبًا ما يواجه ضغوطًا من مصادر خارجية، حيث "تصنع وسائل التواصل الاجتماعي تعرضًا مستمرًا لحياة مثالية ومختارة بعناية، ما قد يؤدي إلى تكثيف مشاعر الغيرة وعدم الكفاءة"، وفق قولها.
وأضافت أن ارتباط الجيل "Z" بعواطفهم ليس بالأمر السيئ أيضًا "من ناحية أخرى، يسمح الوعي المتزايد والانفتاح بشأن الصحة العقلية بين هذا الجيل بتعبير عاطفي أوسع، ما يؤدي إلى مزيد من السعادة والتعاطف".
وأشارت "تسي" إلى أنها "كمعالج نفسي، ألاحظ أن التحديات والقوة الفريدة للجيل Z تمهّد الطريق لمشهد عاطفي دقيق".
مستويات الغيرة
عند تحليل بيانات الاستطلاع بشكل أكبر، أشار 17% من المشاركين أنهم صنّفوا غيرتهم بمستوى منخفض 1، مع نسبة أعلى قليلًا بين الذكور 17%، مقارنة بالإناث 16%.
وبين أبناء الجيل "Z"، صنّف 12% غيرتهم على المستوى 1، مقارنة بـ15% من "جيل الألفية"، و20% من جيل "X"، و18% من "جيل طفرة المواليد" و"الجيل الصامت".
وصنف 17% من المشاركين، بشكل عام، مستوى غيرتهم على المستوى 2.
وصنّف 24% من جيل "Z" غيرتهم على هذا المستوى، يليهم جيل الألفية بنسبة 18%، وجيل "X" بنسبة 13%، وجيل "طفرة المواليد" و"الجيل الصامت" بنسبة 13%.
كما صنّف 16% من المشاركين، بشكل عام، غيرتهم على المستوى المتوسط 3.
وفي هذا المستوى 20% من جيل "Z"، و17% من "جيل الألفية"، و16% من جيل "X"، و10% من "جيل طفرة المواليد" و"الجيل الصامت".
وصنّف 8% فقط من المشاركين، بشكل عام، غيرتهم على المستوى الأعلى وهو 4.
وضم جيل "Z" في المستوى الرابع 13%، و"جيل الألفية" 10%، وجيل "X" بنسبة 6%، و"جيل طفرة المواليد" و"الجيل الصامت" بنسبة 4%.