يبدو أن الناخبين الأمريكيين من الجيل Z، الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و27 عامًا، والذين نشأوا في عهد دونالد ترامب شديد الاستقطاب هم من بين الأكثر حساسية للضغوط والحكم من الأصدقاء أو الأحباء. بدا هذا جليًا في أحدث استطلاع رأي أجراه موقع "أكسيوس".
ووفق الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة The Harris Poll، فإن نصف الناخبين من الجيل Z، وواحد من كل أربعة ناخبين في الولايات المتحدة بشكل عام، كذبوا على الأشخاص المقربين منهم بشأن من يصوتون له.
وشمل الاستطلاع عينة على المستوى الوطني مكونة من 2129 شخصًا بالغًا في الولايات المتحدة أجريت عبر الإنترنت في الفترة من 22 إلى 24 أكتوبر 2024، ومن بينهم 1858 شخصًا تم تحديدهم كناخبين مسجلين.
وقال جون جيرزيما، الرئيس التنفيذي لشركة الاستطلاعات -التي لا ترتبط بحملة نائبة الرئيس- إن هناك خصوصية جديدة ناشئة "حيث أصبح من الملائم أكثر بكثير إما الكذب أو عدم الحديث عن الأمر".
اختلاف وكذب
بشكل عام، قال 33% من المشاركين في الاستطلاع إنهم ليسوا قريبين من بعض أفراد الأسرة بسبب اختلاف المعتقدات السياسية.
وترتفع هذه النسبة إلى 44% بين جيل Z، و47% بين جيل الألفية، الذين تتراوح أعمارهم بين 28 و43 عامًا.
كما أن هناك 58% من إجمالي الناخبين الذين شملهم الاستطلاع يقولون إن الشخص الذي سيصوتون له هو مسألة خاصة.
وقال 23% إنهم كذبوا بشأن الأمر لشخص قريب منهم، وقال 22% إنهم من المحتمل أن يكذبوا.
بينما قال 48% من الناخبين من الجيل Z إنهم كذبوا على شخص قريب منهم بشأن من صوتوا له، يليهم جيل الألفية (38%)، وجيل X (17%)، وجيل طفرة المواليد وكبار السن (6%).
كما اعترف الناخبون من مختلف الأطياف السياسية إنهم كذبوا بشأن تصويتهم. فعل هذا 27% من الديمقراطيين، بينما كذب 24% من الجمهوريين و20% من المستقلين.
وفي الاستطلاع نفسه، كان الرجال (30%) أكثر عرضة بنحو مرتين للقول إنهم كذبوا بشأن كيفية تصويتهم مقارنة بالنساء(17%).
ويلفت "أكسيوس" إلى أن هذا قد يشير إلى أن بعض الرجال يدعمون ترامب بصمت، أو يدعمون هاريس سرًا؛ بينما يكذبون على الرجال في عائلاتهم أو دوائرهم الاجتماعية الذين يتوقعون منهم دعم ترامب.
استقطاب سام
يشير "أكسيوس" إلى أن "الاستقطاب أصبح سامًا لدرجة أن العديد من الأمريكيين يمارسون الرقابة الذاتية أو يكذبون للحفاظ على العلاقات في مكان العمل والعلاقات الاجتماعية والأسرية، في حين يستعدون لاحتمال حدوث اضطرابات بعد الانتخابات أسوأ من تلك التي اندلعت في السادس من يناير 2021".
وحسب تحليل الاستطلاع، يميل الأمريكيون الأصغر سنًا -الذين نشأوا على الهواتف الذكية- إلى تجنب الصراعات في كل من التفاعلات السياسية والمواقف اليومية مثل العمل.
كما يفضل هؤلاء الشباب الصغار، عمومًا، الحد من التفاعلات الشخصية مع الآخرين بعقلية رقمية مفادها "أفضل أن أفعل ذلك من خلال التطبيق".
لذا، فقد يفضل هؤلاء الكذب بشأن كيفية تصويتهم بدلاً من المخاطرة بمواجهة أو تفاعل محرج؛ كما لفت التقرير.
هكذا، تثير النتائج تساؤلات كبيرة حول حدود ومستقبل استطلاعات الرأي، التي تعتمد على إجابات الناخبين التي تعكس سلوكهم السياسي في الحياة الواقعية. بينما تشير استطلاعات الرأي إلى أن هذه الانتخابات أصبحت محددة بفجوة تاريخية بين الجنسين، حيث فضل معظم الرجال ترامب ودعمت أغلبية النساء هاريس.
جانب آخر
قبل أقل من أسبوع من الانتخابات الأكثر إثارة في تاريخ الولايات المتحدة، لا يزال الاقتصاد والتضخم والأجور هي العوامل الأولى التي يقول الناخبون إنهم يختارون المرشحين على أساسها.
وتتفوق هذه العوامل على الإجهاض وحقوق الإنجاب بنحو 2 إلى 1، في حين تأتي الحدود وسياسات الهجرة في المرتبة الثالثة من حيث الأهمية.
وقد تفوقت القضايا الاقتصادية بشكل كبير على الإجهاض بين الرجال (57% مقابل 21%)، والنساء (53%-28%)، والجمهوريين (55%-13%)، والديمقراطيين (55%-33%).
وعندما أتيحت الفرصة للديمقراطيين لتحديد القضايا الرئيسية المطروحة على المحك، قال الديمقراطيون إن حقوق المرأة والإجهاض (49%)، تليها الاقتصاد والتضخم (42%)، ثم حماية الديمقراطية (33%).
أما الجمهوريون فقد أعطوا الأولوية لقضيتين، هما الاقتصاد والتضخم (64%) والحدود والهجرة (55%).
بينما أشار الناخبون المستقلون إلى الاقتصاد والتضخم (53%)، وحقوق المرأة والإجهاض (35%)، والحدود والهجرة (31%).
كما قال 40% من الناخبين إنهم يخططون للانتظار حتى يوم الانتخابات للتصويت، فقط في حالة تغير أي شيء. بينما قال 8% آخرون إنه من المحتمل أن يكون "قرارًا عفويًا" في حجرة التصويت.
وكان الناخبون السود (50%) والناخبين من الجيل (48%) Z هم الأكثر عرضة للقلق بشأن ترهيب الناخبين في صناديق الاقتراع المحلية.