الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

يهدد الأمن القومي.. سيطرة ماسك على تريليونات الخزانة الأمريكية تثير الذعر

  • مشاركة :
post-title
الملياردير الأمريكي إيلون ماسك - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

استولى إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم، على إدارة نظام المدفوعات في وزارة الخزانة الأمريكية الذي يتعامل مع تريليونات الدولارات سنويًا. وقد أثار هذا التحرك قلقًا واسعًا في الأوساط السياسية، حيث يُعد النظام الذي يدير أموال الحكومة، بما في ذلك الضمان الاجتماعي والرعاية الطبية، من الأنظمة الأكثر حساسية في البلاد.

ويرتبط النظام الذي يشرف عليه "ماسك" بمراقبة تدفقات الأموال التي تُصرف من الحكومة الأمريكية، حيث يتم توزيع نحو 6 تريليونات دولار سنويًا لدفع الرواتب، وتمويل البرامج الاجتماعية والرعاية الصحية وغيرها من النفقات.

كانت إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قررت من خلال ما يُسمى بوزارة "كفاءة الحكومة" تقليص الإنفاق الفيدرالي، حيث كان "ماسك" جزءًا من هذه الجهود الرامية إلى خفض التكاليف الحكومية.

وفي منشور له على منصة "إكس"، عبّر "ماسك" عن عزمه على مراقبة صرف الأموال الحكومية والحد من الاحتيال، قائلًا: "الطريقة الوحيدة لوقف الاحتيال وهدر أموال دافعي الضرائب هي متابعة تدفقات الأموال ووقف التعاملات المشبوهة مؤقتًا للمراجعة".

من جانبه، وافق وزير الخزانة الأمريكي الجديد، سكوت بيسنت، على منح ماسك الإذن بالسيطرة على النظام بعد أن أُعطي المسؤول عنه إجازة إدارية الأسبوع الماضي. ووفقًا لما ذكرته صحيفة "واشنطن بوست"، فإن "ماسك" استبدل موظفين كبار في الوزارة بآخرين ذوي خلفيات مرتبطة بمشروع عُملة "دوج"، ما أثار تساؤلات بشأن ولاء هؤلاء الموظفين وحيادهم.

وهذا التغيير السريع في هيكلية الموظفين الحكومية شمل عرضًا استقالة لمعظم العاملين في النظام، مع تقديم مكافآت مغرية لهم، رغم تحذيرات العديد من الخبراء القانونيين من عواقب هذه الخطوة.

الانتقادات القانونية والسياسية

أثار هذا التدخل في الشؤون المالية الحكومية انتقادات حادة من العديد من الشخصيات السياسية، بما في ذلك من الحزب الديمقراطي. وقال السناتور الديمقراطي البارز، رون وايدن، إن تدخل ماسك في هذه الأنظمة يمكن أن يشكّل خطرًا على النظام المالي الأمريكي، مضيفًا: "إنهم يستولون على الأدوات التي تحتاج إليها للانقلاب".

من جانبها، وصفت إليزابيث وارن، السناتور الديمقراطية من ولاية ماساتشوستس، ما يحدث بأنه "خطير للغاية"، معتبرة أن سيطرة ملياردير غير منتخب على نظام حساس يتعامل مع بيانات ملايين الأمريكيين يعد تهديدًا للأمن المالي القومي. وأكدت أن تهميش الموظفين ذوي الخبرة في هذا المجال قد يؤدي إلى أزمة مالية إذا حدث خطأ في التعامل مع الأموال الحكومية.

في مواجهة هذه الانتقادات، أصر "ماسك" على أن هدفه هو إصلاح النظام وتقليل الفساد، متوقعًا أن يثير هذا التحرك "ردود فعل كبيرة" من المعنيين في الحكومة. وأشاد ترامب بما حققه ماسك في تقليص التكاليف الحكومية، قائلًا: "أعتقد أنه يقوم بعمل رائع".