الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أزمة الرسوم الجمركية الأمريكية.. الصين تستعد للانتقام وشركاتها تتأهب

  • مشاركة :
post-title
صورة تعبيرية

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

مع دخول التوترات التجارية بين الصين وأمريكا إلى مرحلة جديدة، بإعلان الرئيس دونالد ترامب فرض رسوم جمركية على بكين تصل إلى 10%، ورغم أن هذه التدابير كانت متوقعة على نطاق واسع، إلا أنها تشكل تحديًا كبيرًا لحكومة شي جين بينج في وقت جعلت نقاط الضعف في الطلب المحلي الصين تعتمد بشكل خاص على الصادرات لتحقيق النمو الاقتصادي.

غضب صيني

انتقدت بكين الرسوم الجمركية الجديدة البالغة 10% التي فرضتها الولايات المتحدة على الصادرات الصينية، قائلة إنها "ستتخذ التدابير المضادة اللازمة للدفاع عن حقوقها ومصالحها" مع دخول التوترات التجارية مع واشنطن مرحلة جديدة.

وأعربت وزارة التجارة الصينية عن معارضتها للرسوم الجمركية، التي قالت إنها فُرضت "تحت ذريعة قضية الفنتانيل".

من جانبها، قالت وزارة الخارجية الصينية: "إن الولايات المتحدة بحاجة إلى النظر إلى قضية الفنتانيل الخاصة بها وحلها بطريقة موضوعية وعقلانية بدلاً من تهديد الدول الأخرى بزيادات تعريفات جمركية تعسفية"، مضيفة أنها سترفع دعوى قضائية لدى منظمة التجارة العالمية.

وفي سياق متصل، قالت تاو وانج، كبيرة خبراء الاقتصاد الصيني في بنك يو بي إس للاستثمار، إن الرسوم الجمركية فُرضت بشكل أسرع من المتوقع، مؤكدة أن المعدل الشامل البالغ 10% كان أكثر شمولًا من التدابير التدريجية في عهد إدارة ترامب الأولى.

وأضافت أن "هذا أوسع وربما أكبر بكثير من الجولة الأولى"، وأن كثيرين يتوقعون أن يضيف ترامب المزيد من الرسوم الجمركية بمجرد أن يكمل مسؤولوه مراجعة السياسة التجارية في أبريل المقبل.

وتوقعت أن يتأثر الناتج المحلي الإجمالي للصين بنسبة تتراوح بين 0.3 و0.4%.

أما صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية، فقالت إن الرسوم الجمركية الأمريكية قد تؤدي إلى حرب تجارية عالمية. وفي الأمد البعيد، ستأتي الإجراءات الأمريكية بنتائج عكسية. وستؤدي الرسوم الجمركية الأعلى إلى زيادة أسعار السلع المستوردة، وزيادة الأعباء على المستهلكين الأمريكيين وتقويض القدرة التنافسية للشركات الأمريكية على مستوى العالم.

قلق الشركات

ونقلت شبكة "بي بي سي" البريطانية عن مدير شركة صينية قوله: "كنا نبيع نحو مليون زوج من الأحذية سنويًا، حتى ظهر دونالد ترامب".

وأكد أيضًا أن سلسلة الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال ولايته الأولى أدت إلى اندلاع حرب تجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، وبعد ست سنوات، تستعد الشركات الصينية لخوض حرب أخرى الآن بعد عودته إلى البيت الأبيض.

وتتوقع "بي بي سي" أن الكثيرين يعتقدون أن الحرب التجارية بين بكين وواشنطن لا تزال قادمة، مضيفة أن هناك شركات كبرى مثل نايكي وأديداس وبوما انتقلت بالفعل إلى فيتنام.

وتحاول العديد من المصانع في الصين في إبقاء التكاليف منخفضة حيث يفكر بعض المشترين الأمريكيين بالفعل في نقل أعمالهم بعيدًا عن الصين بسبب الرسوم الجمركية.

وتعاني الصين أيضًا من الرسوم الجمركية المفروضة عليها من قِبل الاتحاد الأوروبي على واردات السيارات الكهربائية، ومن جانبه أيد ترامب هذه الرسوم قائلًا، إن ممارسات الصين التجارية "غير العادلة" تضر بالمشترين الأجانب.

وأظهر استطلاع للرأي أجرته غرفة التجارة الأمريكية في الصين أن أكثر من نصف الشركات تشعر بالقلق إزاء تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة والصين.

وتتراوح الرسوم الجمركية الأمريكية الحالية على السلع الصينية من 100% على المركبات الكهربائية إلى 25% على الفولاذ والألمنيوم. وحتى الآن، كانت العديد من السلع الأكثر مبيعا معفاة من الرسوم الجمركية، بما في ذلك الإلكترونيات، مثل أجهزة التلفاز والهواتف الذكية. لكن التعريفات الجمركية الشاملة التي يقترحها ترامب بنسبة 10% قد تؤثر على أسعار كل ما يتم تصنيعه في الصين وتصديره إلى الولايات المتحدة. وهذا ينطبق على الكثير من الأشياء مثل الألعاب وأجهزة الكمبيوتر المحمولة.