الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

سجل مليء بالمجازر.. من هو إيال زامير رئيس أركان الاحتلال القادم؟

  • مشاركة :
post-title
رئيس أركان الاحتلال القادم إيال زامير

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

في مشهد أمني متوتر، وسط مجازر الاحتلال في كل من غزة وجنين، يبرز اسم الجنرال إيال زامير، رئيس الأركان القادم لجيش الاحتلال الإسرائيلي، كواحد من الشخصيات الأكثر تأثيرًا في تشكيل الاستراتيجية العسكرية لدولة الاحتلال، فمن معارك غزة إلى المواجهة مع إيران، يحمل زامير سجلًا طويلًا بالهجمات والمجازر العسكرية والقرارات العنيفة.

واختار رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، إيال زامير؛ ليكون رئيس الأركان القادم، ومن المتوقع أن يتولى منصبه في السادس من مارس بعد استقالة رئيس الأركان، هرتسي هاليفي.

مسيرة زامير

ولد إيال زامير عام 1965 في مدينة إيلات المحتلة، والتحق بسلاح المدرعات في جيش الاحتلال الإسرائيلي عام 1985، وتدرج في المناصب القيادية بسرعة، إذ خدم في القطاع الأمني على الجبهة اللبنانية وقاد اللواء المدرع 401، وكان له دور بارز في العمليات الهجومية خلال الانتفاضتين الفلسطينيتين الأولى والثانية.

لم تكن معارك غزة غائبة عن مسيرته، إذ قاد زامير هجمات عسكرية متعددة في القطاع، وشارك في عملية "السور الواقي" عام 2002 التي نفذت مجازر وحشية ضد سكان مدن وقرى الضفة، إضافة إلى عمليات تدمير شاملة لهذه المناطق وحملات اعتقالات، واقتحام مدينة جنين وارتكاب المجازر، ومنع وصول الغذاء والدواء والمساعدات الطبية إلى أهالي المدينة؛ ما أدى إلى استشهاد عشرات الفلسطينيين، معظمهم من المدنيين العزل.

كما شغل منصب قائد المنطقة الجنوبية، حيث كان مسؤولًا عن تنفيذ استراتيجيات الردع ضد فصائل المقاومة، ما جعله شخصية رئيسية في التخطيط العسكري في مثل هذه المواجهة.

الحرب على غزة

بعد مسيرته العسكرية في المجازر والعمليات العسكرية، تولى زامير منصب المدير العام لوزارة الدفاع في عام 2023، حيث قاد سلسلة من الإجراءات لتعزيز القدرات الدفاعية لدولة الاحتلال، في ظل الحرب الأخيرة على غزة، إذ عمل على تأمين استمرارية العمليات العسكرية عبر تعزيز المشتريات العسكرية وتوسيع إنتاج الأسلحة، إضافة إلى إنشاء مديرية خاصة للذكاء الاصطناعي والاستقلالية العسكرية.

ولطالما تبنى زامير مواقف صارمة تجاه قطاع غزة، إذ يرى أن الردع الفعّال يتطلب عمليات عسكرية حاسمة وعدم الاكتفاء بردود محدودة، وخلال قيادته المنطقة الجنوبية، أشرف على عدة عمليات عسكرية هجومية استهدفت البنية التحتية في قطاع غزة، وركز على تطوير منظومة "القبة الحديدية" وتحسين قدرات جيش الاحتلال في التعامل مع التهديدات الصاروخية.

في مقال نشره عام 2007، دعا زامير إلى تبني سياسات عقابية ضد كل من يدعم المقاومة، بما في ذلك فرض عقوبات اقتصادية وقطع الكهرباء عن المناطق التي تنطلق منها الهجمات، كما أشار في مقالات لاحقة إلى ضرورة تنفيذ مناورات برية واسعة داخل القطاع لتحقيق حسم عسكري سريع، بدلًا من الانجرار إلى مواجهات طويلة الأمد تتيح للفصائل المسلحة إعادة بناء قدراتها.

إيران العدو الأكبر

لا تقتصر رؤية زامير الهجومية على غزة فقط، بل يعتبر إيران التهديد الأكبر للاستقرار الإقليمي والعالمي، في وثيقة بحثية نشرها عام 2023، شدد على ضرورة استهداف إيران بشكل مباشر، واعتبر أن "إحساس طهران بالأمان يجب أن يُهدم" عبر استراتيجيات هجومية جديدة.

خلال مؤتمر هرتسليا في مايو 2023، أكد زامير أن دولة الاحتلال تحتاج إلى الحفاظ على كتلة حاسمة من القوات المقاتلة، مشيرًا إلى أن التهديدات المتعددة تتطلب جاهزية عسكرية أعلى من أي وقت مضى.

كما حذّر من تقليص حجم القوات البرية لصالح التكنولوجيا المتقدمة، مشددًا على أهمية الجمع بين الابتكار التكنولوجي والقوة العسكرية التقليدية لمواجهة الأخطار المتزايدة.

الذكاء الاصطناعي

مع تزايد أهمية التكنولوجيا في ساحات الحرب، يعتبر زامير من أبرز الداعمين لدمج الذكاء الاصطناعي في الأنظمة العسكرية الإسرائيلية، ويرى أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة تحسين، بل يمثل ثورة ستغير طبيعة الحرب بالكامل.

في مؤتمر دولي بجامعة تل أبيب، شدد زامير على أن الاستقلال التكنولوجي والعسكري لدولة الاحتلال، يجب أن يكون أولوية قصوى، مؤكدًا أن الاستثمار في الذكاء الاصطناعي سيمنح دولة الاحتلال تفوقًا استراتيجيًا في أي مواجهة مستقبلية.