الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

وثائق مسربة تكشف دعم مايكروسوفت لجيش الاحتلال "تقنيا" في إبادة غزة

  • مشاركة :
post-title
الاحتلال حوّل قطاع غزة لمدن أشباح بسبب الدعم التقني الهائل

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

لم يكن ليتمكن الاحتلال الإسرائيلي من ارتكاب مئات المجازر خلال الحرب المدمرة على قطاع غزة طوال الـ15 شهرًا الماضية، لولا الخدمات الكبيرة والدعم التقني واللوجيستي الذي قدمته شركة التكنولوجيا العملاقة مايكروسوفت لجيش الاحتلال الإسرائيلي.

وكشفت وثائق مسربة حصلت عليها صحيفة "الجارديان" البريطانية عن العلاقات العميقة التي ربطت شركة مايكروسوفت بجيش الاحتلال الإسرائيلي، خاصة خلال المرحلة الأكثر كثافة من الحرب على غزة، التي كان الاحتلال يقصف وقتها كل شيء تقريبًا.

ولا تزال حتى الآن طواقم الإسعاف المتبقية في قطاع غزة تكافح خلال فترة اتفاق وقف إطلاق النار، لانتشال الضحايا الفلسطينيين من تحت ركام آلاف المنازل المدمرة في مختلف أنحاء القطاع، الذي وصل عدد الشهداء والمصابين فيه إلى ما يقرب من 160 ألفًا أغلبهم من الأطفال والنساء.

طفلة وشقيقها لم يجدوا شيئا من منزلهم بعد العودة سوى الركام
خدمات متعددة

ومع بداية الحرب، واجه الاحتلال مشكلة كبيرة تتمثل في الطلب المفاجئ من قطاعاته المختلفة على تخزين المعلومات على الحوسبة السحابية، وهو ما دفعه لتوسيع بنيته التحتية بسرعة، وكانت شركة مايكروسوفت هي الملاذ الآمن للاحتلال.

ما بين أكتوبر 2023 ويونيو 2024، اشترى الجيش الإسرائيلي من شركة مايكروسوفت 19 ألف ساعة من خدمات الدعم الهندسي والاستشارات لمساعدة وحدات مختلفة أثناء الحرب، وهي الصفقات التي حققت للشركة ما يقرب من 10 ملايين دولار.

ومن بين تلك الخدمات منصة Azure، وهي منصة حوسبة سحابية تابعة لشركة مايكروسوفت، تم استخدامها من قِبل وحدات استخبارات عسكرية متعددة، بما في ذلك الوحدة 8200 والوحدة 81، التي تعمل على تطوير تكنولوجيا التجسس المتطورة لمجتمع الاستخبارات الإسرائيلي.

بنوك الأهداف

وعملت شركة مايكروسوفت أيضًا على صيانة برنامج "رولينج ستون" باستخدام التكنولوجيا الخاصة بها، وهو البرنامج الذي تستخدمه قوات الأمن الإسرائيلية لإدارة سجلات الفلسطينيين وطبيعة حركتهم في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة.

كما استفادت القوات الجوية الإسرائيلية من أنظمة اتصالات الشركة الأمريكية العملاقة أيضًا، خاصة وحدة "أوفيك"، المسؤولة عن إدارة قواعد البيانات الأهداف المحتملة والمعروفة باسم "بنوك الأهداف"، التي تم من خلالها شن الغارات الدموية على القطاع.

فلسطينيون يبحثون عن منازلهم
التجسس على الفلسطينيين

أما مهندسو مايكروسوفت، فعملوا خلال تلك الفترة على تقديم الدعم لوحدات الاستخبارات مثل الوحدة 8200 ووحدة التجسس 9900، المسؤولة عن جمع وتحليل المعلومات البصرية من القطاع، وسهّلوا لهم استخدام البنية التحتية السحابية.

ليس ذلك فقط، بل كشف التحقيق أن موظفي مايكروسوفت تعاونوا بشكل وثيق مع أفراد جيش الاحتلال في جميع القطاعات تقريبًا، وعملوا على تقديم المشورة خلال الحرب والدعم الفني الكثيف عن بُعد وحتى داخل القواعد العسكرية.

الذكاء الاصطناعي

وأظهرت الوثائق المسربة، أن استهلاك جيش الاحتلال لمرافق التخزين السحابي لمايكروسوفت ارتفع خلال الأشهر الستة الأولى من الحرب بنسبة 60%، بجانب استهلاك كبير لمنتجات الذكاء الاصطناعي خلال الفترة نفسها، التي استحوذت على ربع استهلاك جيش الاحتلال.

وكشفت الوثائق أن خدمات الذكاء الاصطناعي تم استخدامها على أنظمة معزولة عن الإنترنت والشبكات العامة، ما يدفع باحتمالية استخدامها لمهمات حساسة جدًا، حيث تبيّن قيام الاحتلال بالاستفادة من أدوات الترجمة وتحويل الكلام إلى نص.

ولم تكن تلك المرة الأولى التي يتم فيها الكشف عن علاقة الاحتلال الوطيدة بشركات التكنولوجيا الكبرى التي يقع مقرها في الولايات المتحدة، حيث سبق تعاونهم مع جوجل وأمازون وفيسبوك، واعتمادها خلال الحرب على أنظمة مختلفة من الذكاء الاصطناعي مثل "إنجيل" و"اللافندر ".

ورفضت شركة مايكروسوفت التعليق على نتائج التحقيق أو الإجابة على أسئلة حول عملها لصالح جيش الدفاع الإسرائيلي، بحسب التقرير، كما رفض متحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي التعليق على المستندات المسربة، بجانب عدم موافقة الجيش الإسرائيلي على التحدث في الموضوع.