الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

حرية منقوصة.. مآسي سجون الاحتلال تكسر فرحة الأسرى الفلسطينيين

  • مشاركة :
post-title
سجون الاحتلال

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

بين أروقة السجون وزنازين الاحتلال الإسرائيلي، يقبع الأسرى الفلسطينيون في ظروف قاسية تتنافى مع أبسط حقوق الإنسان، وحين يتحرر بعضهم ضمن صفقات تبادل الأسرى، فإن الفرحة تظل ناقصة، إذ تحمل أجسادهم ونفوسهم آثار التعذيب والإهمال.

من السجون إلى المستشفيات

أفرجت دولة الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، عن أسرى فلسطينيين ضمن صفقة تبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال، لكن بعضهم نُقل مباشرة إلى المستشفيات لتلقي العلاج جراء تعرضهم لإصابات مختلفة خلال فترة اعتقالهم، هذا الواقع دفع حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) إلى التنديد بهذه الانتهاكات، مؤكدة أنها جرائم حرب تستوجب التدخل الدولي العاجل.

وقالت حماس في بيان رسمي: "خروج عدد من أسرانا الأبطال اليوم من سجون الاحتلال الفاشي إلى المستشفيات لتلقي العلاج جراء عمليات التنكيل والتعذيب، يؤكّد بشاعة ما يتعرّض له الأسرى في السجون على يد الطغمة الفاشية الصهيونية، المتجرّدة من كل قيم الإنسانية، والمتنكّرة للقوانين الدولية الخاصة بالأسرى".

إرهاب منظم

كشف نادي الأسير الفلسطيني عن مستوى الجرائم التي يتعرض لها الأسرى المحررون، مشيرًا إلى أنهم خضعوا لتعذيب غير مسبوق بعد السابع من أكتوبر، إضافة إلى حرمانهم من الطعام والعلاج، وإصابتهم بأمراض جلدية مثل الجرب، كما وثّق النادي تعرض الأسرى للضرب المبرح لعدة أيام قبل الإفراج عنهم، ما أدى إلى إصابات خطيرة، منها كسور في الأضلاع.

وأضاف النادي في بيانه: "الاحتلال لا يكتفي بإيذاء الأسرى جسديًا ونفسيًا، بل يمتد إرهابه إلى عائلاتهم عبر التهديدات والضغوط، وصولًا إلى فرض قيود على الاحتفال بالإفراج عنهم".

أسرى فلسطينيون مكبلون
معاملة الأسرى

مع استمرار تنفيذ صفقة تبادل الأسرى، أطلقت المقاومة الفلسطينية سراح ثلاثة أسرى إسرائيليين، أحدهم يحمل الجنسية الأمريكية. في المقابل، أفرجت دولة الاحتلال الإسرائيلي عن عشرات الأسرى الفلسطينيين.

اللافت أن الأسرى الإسرائيليين بدوا في حالة صحية ونفسية جيدة، بعكس نظرائهم الفلسطينيين، وهو ما اعتبرته حماس دليلًا على الفرق الشاسع في المعاملة الإنسانية بين الجانبين.

الصليب الأحمر يعترض

أثارت ممارسات الاحتلال بحق الأسرى الفلسطينيين المُفرج عنهم غضب اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي انتقدت بشدة طريقة تعامل مصلحة السجون الإسرائيلية معهم أثناء إطلاق سراحهم.

ونقلت صحيفة "هآرتس" العبرية عن مصدر أمني قوله: "أعرب الصليب الأحمر عن استيائه من الطريقة التي تعاملت بها مصلحة سجون الاحتلال مع الأسرى الفلسطينيين خلال إطلاق سراحهم من سجن كتسيعوت اليوم".

أظهرت الصور ومقاطع الفيديو الأسرى الفلسطينيين وهم مقيدون بأصفاد حديدية، وأيديهم مرفوعة فوق رؤوسهم في مشهد مهين، كما وُضع على معصم أحد الأسرى سوار يحمل عبارة باللغة العربية: "الشعب الأبدي لا ينسى، أطارد أعدائي وأدركهم"، في إشارة تهديد واضحة بإعادة اعتقالهم أو تصفيتهم لاحقًا.

لم يقتصر الانتهاك على ظروف الاعتقال، بل امتد ليشمل التعامل مع الأسرى لحظة الإفراج عنهم، ووفقًا لنادي الأسير الفلسطيني، فإن الاحتلال يستخدم أساليب عدة لإرهاب المحررين، تشمل التهديد بالقتل في حال تنظيم أي احتفال باستقبالهم، إضافة إلى الضرب المبرح الذي طال العديد منهم.

وفي بيان نشره النادي عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك"، قال: "في كل مرة يتم تحرير أسرى، نجد ممارسات تعكس مستوى الجرائم التي مورست بحقهم، ومنها عمليات التعذيب غير المسبوقة، والتجويع، والضرب الوحشي الذي أدى إلى إصابات خطيرة".