في الوقت الذي عادت فيه المحتجزات الإسرائيليات الثلاث محملات بالهدايا والتأمين الكامل والأفراح في انتظارهن، كانت الأسيرات الفلسطينيات قد خرجن في المقابل محملات بمآسي القسوة والمعاملة السيئة في سجون الاحتلال، وتهديدات لأسرهن بعدم الاحتفال.
وأطلقت حماس سراح 3 محتجزات إسرائيليات، ضمن صفقة وقف إطلاق النار في غزة، بينما أفرج الاحتلال عن 90 سجينًا فلسطينيًا، بينهم 69 سيدة بجانب 21 طفلًا، في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.
إفراج وهدايا
واتسم إطلاق سراح المحتجزات الإسرائيليات الثلاث، إيميلي ودورون ورومي، بمرونة شديدة أظهرتها فيديوهات حركة حماس، التي قامت بتسليمهن ما وصفته القناة الـ13 الإسرائيلية بـ"حقيبة المفاجآت"، التي تحتوي على هدايا وصور تذكارية من مكان أسرهن.
وفي إسرائيل، تم استقبال المحتجزات الثلاث كأبطال، حيث تم نقلهن مباشرة إلى مجمع كامل تم إخلاؤه لهن داخل مستشفى شيبا، حيث التقين بأفراد أسرهن، وذلك في الوقت الذي كانت فيه الاحتفالات تعم شوارع الاحتلال الإسرائيلي.
فحوصات شاملة
ورغم التأكد من أن حالاتهن الطبية جيدة جدًا بعد إجراء الفحوصات الأولية، إلا أنه من المنتظر أن يخضعن لفحوصات طبية شاملة، ويتحدثن مع الأخصائيين الاجتماعيين، ثم بعد ذلك يتم استجوابهن من قِبل الشاباك.
كما سيتم تعيين أخصائي اجتماعي لكل محتجزة، بحسب موقع القناة الـ12 الإسرائيلية، من أجل الرعاية الاجتماعية المحلية، حيث ستدخل المحتجزات في عملية إعادة تأهيل طويلة الأمد ستستمر لسنوات.
تهديد ومُداهمة
على الجانب الآخر، شرع الاحتلال الإسرائيلي في إفساد فرحة تحرير الأسرى من سجونه. ووفقًا لوكالة أنباء "وفا" الفلسطينية، قام بمداهمة منازل الأسرى المُدرَجين في قائمة الإفراج، وهدد ذويهم بعدم إجراء أي مظاهر احتفال نهائيًا.
بالإضافة إلى ذلك، منع الاحتلال عائلات المفرَج عنهم من استقبالهم لحظة خروجهم من سجن عوفر، الذي تم تجميعهم بداخله، وحوَّل المنطقة بالكامل إلى ثكنة عسكرية، وأطلق قنابل الغاز وهدد الجميع بالقبض عليهم، مما دفعهم إلى الانصراف من المكان.
سجون الاحتلال
وبعد خروجهم، بحسب وسائل الإعلام الفلسطينية، روت عدة أسيرات محرَّرات تفاصيل المعاملة السيئة التي كنّ يتلقينها في سجون الاحتلال، الذي وصفوه بـ"القبر". وأكدن أنهن كنّ يعشن في قهر وعذاب، مشيرات إلى أن الاحتلال حرمهن من أبسط معاني الحياة.
ويتضمن اتفاق وقف إطلاق النار 3 مراحل، تبلغ مدة كل منها 42 يومًا، وتشمل المرحلة الأولى الإفراج عن 33 إسرائيليًا محتجزين في قطاع غزة من أصل 98، سواء كانوا أحياء أو أمواتًا.
ومن المنتظر أن يتم الإفراج عن 1904 أسرى فلسطينيين في المجمل، بينهم 737 أسيرًا معتقلين لدى سجون الاحتلال، بالإضافة إلى 1167 فلسطينيًا من قطاع غزة كانوا قد اعتُقلوا خلال العدوان "الإسرائيلي" البري على القطاع.