قال مسؤولون عسكريون في كوريا الجنوبية إن الجارة الشمالية تستعد لإرسال المزيد من الجنود للقتال في حرب أوكرانيا، وذلك رغم التقارير الغربية التي تحدثت عن خسائر فادحة في صفوف قواتها في ساحة المعركة.
ويأتي الادعاء بأن بيونج يانج قد تخطط لزيادة دعمها روسيا، في الوقت الذي أشار فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى أنه سيحاول إحياء علاقته مع كيم جونج أون، واصفًا الزعيم الكوري الشمالي، في مقابلة مع "فوكس نيوز"، بأنه "رجل ذكي".
ونقلت صحيفة "ذا تليجراف" البريطانية عن بيان هيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية (JCS)، اليوم الجمعة، أنه بعد أربعة أشهر من إرسال كوريا الشمالية ما يقدر بنحو 11 ألف جندي إلى الصراع في أوكرانيا -قُتل أو جُرح عدد كبير منهم- يُشتبه في أن نظام بيونج يانج "يعمل على تسريع التدابير المتبعة والتحضير لإرسال قوات إضافية".
في الوقت نفسه، لم تقدم هيئة الأركان المشتركة الجنوبية تفاصيل بشأن التدابير المتابعة التي قد تفكر بيونج يانج في اتخاذها.
ضد الغرب
الخريف الماضي، بدأت كوريا الشمالية بإرسال قوات إلى الحرب المستعرة في أوكرانيا، بعد أشهر من موافقة الرئيس الكوري الشمالي كيم ونظيره الروسي فلاديمير بوتين على اتفاقية دفاع مشترك، تهدف إلى تعزيز تحالفهما ضد ما أسماه الزعيمان "الهيمنة الغربية" بقيادة الولايات المتحدة.
ويزعم مسؤولون حكوميون أوكرانيون أن كوريا الشمالية نشرت نحو 11 ألف جندي في منطقة كورسك الروسية؛ ويقول مسؤولون استخباراتيون في كوريا الجنوبية إن 270 منهم قُتِلوا وأُصيب نحو 2700 آخرين.
مع هذا، يُنظر على نطاق واسع في الغرب إلى تورط كوريا الشمالية في الصراع في أوكرانيا على أنه "كارثة"، إذ تفتقر قواتها إلى الخبرة القتالية وتقاتل في أرض غير مألوفة.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أسرت القوات الأوكرانية جنديين من كوريا الشمالية، قال أحدهما إنه لم يتم إبلاغه بأنه سيُرسل للقتال في الحرب، معتقدًا أنه ذاهب في تدريب.
ولم تعترف كوريا الشمالية علنًا بدورها في الحرب، ولكن في أكتوبر الماضي، لم ينكر بوتين وجود قوات كورية شمالية في روسيا، بينما قال نائب وزير الخارجية الكوري الشمالي كيم جونج جيو إن أي نشر من هذا القبيل سيكون متوافقًا مع القانون الدولي.
ويعتقد الغربيون أن كوريا الشمالية تأمل -في مقابل توفير القوات على الأرض وكذلك الأسلحة والذخيرة- الحصول على إمكانية الوصول إلى تكنولوجيا الصواريخ والأقمار الصناعية الروسية المتطورة.
ترامب وكيم
كان ترامب، في المقابلة التي أُجريت معه أمس الخميس، قال إنه يخطط لإحياء محاولات التواصل مع كيم، الذي التقى به ثلاث مرات خلال فترة ولايته الأولى في البيت الأبيض، وعندما سُئل عما إذا كان سيتواصلان مرة أخرى، أجاب ترامب: "نعم، سأفعل، لقد أُعجب بي".
وأضاف ترامب أن سلفه باراك أوباما أشار إلى كوريا الشمالية باعتبارها "التهديد الأكبر" عندما التقيا خلال فترة انتقال الرئاسة في أواخر عام 2016.
ونقلت عنه وكالة أنباء كوريا الجنوبية "يونهاب": قال (يقصد أوباما) إن كوريا الشمالية هي التهديد الأكبر، وحللت هذه المشكلة، وتوافقت معه (كيم جونج أون).. إنه ليس متعصب ديني.. إنه رجل ذكي".
كان الرجلان خلال قمتهما الأولى في سنغافورة في يونيو 2018، والتي كانت الأولى بين زعيم أمريكي وزعيم كوري شمالي، وقعا اتفاقًا يلتزم " بنزع السلاح النووي الكامل من شبه الجزيرة الكورية "، ووقتها أشاد ترامب بالاجتماع باعتباره ناجحًا.
لكن قمتهما الثانية، في هانوي في فبراير 2019، انتهت بالفشل، عندما اختلف الطرفان بشأن ما ينبغي للولايات المتحدة أن تقدمه لكوريا الشمالية فيما يتصل بتخفيف العقوبات مقابل تفكيك ترسانتها النووية.
ثم التقى الزعيمان مرة أخرى في المنطقة منزوعة السلاح التي تفصل بين الكوريتين في يونيو 2019، واتفقا على إقامة محادثات على مستوى العمل.
لكن المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية لم تُعقَد منذ أواخر عام 2019، واستمرت بيونج يانج في إجراء العديد من تجارب الصواريخ الباليستية. ومع ذلك، لم تختبر أي سلاح نووي منذ عام 2017.