تتبنى أوكرانيا تكتيكًا قديمًا، لمواجهة عدو جديد بالنسبة لها، ظهر على السطح خلال الصراع الدائر مع جارتها روسيا، حيث تستخدم أسلوب الحرب النفسية، في محاولة لإجبار جنود كوريا الشمالية على الاستسلام.
واتهمت الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية، كوريا الشمالية بإرسال أكثر من 10 آلاف جندي لمساعدة روسيا في الحرب التي تخوضها ضد أوكرانيا، على خلفية اتفاقية الدفاع المشتركة التي تم توقيعها بين البلدين.
صف ثان
وردًا على ذلك التعاون، عكف جهاز الاستخبارات الأوكراني على إقناع قوات بيونج يانج بمغادرة خط المواجهة، والذين قام الرئيس الروسي بنشر الآلاف منهم في مناطق مثل منطقة كورسك الحدودية، ضمن جهود الكرملين لاستعادتها، بحسب يورونيوز.
ويتمركز جنود كوريا الشمالية في مواقع مراقبة ونقاط تفتيش في منطقة كورسك الروسية باعتبارهم "صفًا ثانيًا"، وأعلنت هيئة الأركان العامة الأوكرانية أنهم شاركوا بالفعل في القتال ضد قواتها وتعرضوا لخسائر كبيرة في صفوفهم.
منشورات ووعود
وكان باكورة ما توصلت إليه المخابرات الأوكرانية، هو تعديل مشروع "أريد أن أعيش" الذي تم إنشاؤه عقب بدء الحرب رسميًا في عام 2022، وكان موجهًا في الأساس إلى الجنود الروس الذين لم يرغبوا في المشاركة في الحرب.
وتستخدم كييف طبقًا للمشروع، تكتيك الحرب النفسية مع قوات بيونج يانج في محاولة لإجبارها على الاستسلام، حيث يتضمن جزءًا كبيرًا من العمل إسقاط منشورات على الجنود في المناطق التي يعتقد أنهم متواجدون فيها على خط القتال.
ويتم إلقاء المنشورات الجديدة مكتوبة باللغة الكورية وتهدف لتعليمهم كيفية الاستسلام، وترشدهم إلى طريق الخروج الآمن، من خلال الاستلقاء على وجوههم على الأرض، وحمل ورقة بيضاء أو المنشور، وإسقاط أسلحتهم.
تفاؤل وفرصة
كما تنتج أوكرانيا مقاطع فيديو كجزء من الحملة، وفي مقابل استسلامهم، يُعرض على الكوريين الشماليين ثلاث وجبات دافئة يوميًا، ومكان دافئ للنوم، بينما يظلون أسرى حرب، وهي الخطة التي تراهن عليها الاستخبارات الأوكرانية.
ويأتي هذا التفاؤل، وفق أحد المتطوعين المشاركين في المشروع، من دراية أوكرانيا بالظروف المعيشية في كوريا الشمالية، وهو ما قد يجعل العرض المُقدم للجنود المُستقدَمين "فرصة للهروب من الظروف الصعبة في كوريا الشمالية التي تحاصرها العقوبات الاقتصادية والسياسية، والذهاب إلى بلد آخر عبر اللجوء".