الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مخاوف من سياسة ترامب.. الناتو يحذر من انتصار روسيا

  • مشاركة :
post-title
دونالد ترامب وفلاديمير بوتين

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

في ظل تصاعد التوترات الدولية واستمرار الحرب بين روسيا وأوكرانيا، يجد العالم نفسه أمام معضلة سياسية وعسكرية معقدة، إذ تسعى الدول الغربية، بقيادة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، إلى تعزيز موقفها الردعي ضد روسيا، بينما تتزايد المخاوف من تحركات قد تقود إلى تسويات غير عادلة تُضعِف من قوة الردع وتُهدد الاستقرار العالمي.

وسلط تقرير لوكالة "فرانس برس" الضوء على مواقف الأمين العام لحلف الناتو، مارك روته، والانتقادات الموجهة لتحركات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى جانب تحذيرات قادة أوروبا من أي اتفاق قد يضر بمستقبل أوكرانيا وأمن المنطقة.

تكلفة الانتصار الروسي

حذر "روته"، خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، من أن انتصار روسيا في أوكرانيا سيكون له تداعيات خطيرة على قوة الردع العسكرية لحلف الناتو. وأكد أن خسارة أوكرانيا ستجعل الحلف مضطرًا لاستثمار تريليونات الدولارات لتعويض ضعف الردع.

وقال روته: "إذا خسرت أوكرانيا، فإن تكلفة إعادة بناء قوة الردع لدى الناتو ستكون أعلى بكثير مما نفكر فيه حاليًا.. يجب أن نغير مسار الحرب، ولا يمكن السماح لروسيا باحتلال دولة أخرى في القرن الحادي والعشرين".

وأشار إلى أن حلف الناتو يعمل على تعزيز وجوده العسكري في الجبهة الشرقية المتاخمة لروسيا وبيلاروسيا وأوكرانيا، وذلك بنشر آلاف الجنود والمعدات لردع أي توسع روسي محتمل.

مخاوف من تحركات ترامب

وتتزايد المخاوف الأوروبية من أن ترامب، قد يحاول إنهاء الحرب عبر اتفاق مع روسيا بشروط غير مواتية لأوكرانيا، وحذرت رئيسة وزراء هولندا السابقة من أن أي اتفاق سيئ سيُعطي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فرصة "ليصفق مع زعماء كوريا الشمالية وإيران والصين"، مشيرة إلى أن مثل هذا الاتفاق سيكون خطأ جيوسياسيًا فادحًا.

في المقابل، انتقد ريتشارد جرينيل، المبعوث الخاص لترامب، حلفاء الناتو لعدم التزامهم بزيادة إنفاقهم الدفاعي بما يتماشى مع متطلبات الحلف، قائلًا: "لا يمكنك أن تطلب من الشعب الأمريكي تحمل المزيد من أعباء الناتو بينما لا يلتزم أعضاؤه الحاليون بحصتهم العادلة من الإنفاق".

كما أشار جرينيل إلى أن إدارة بايدن ارتكبت خطأ برفضها الحوار مع بوتين، مشددًا على أهمية التفاوض كوسيلة لتجنب الحرب، وقال: "المحادثات مع الخصوم أداة دبلوماسية لا غنى عنها لحل الأزمات".

موقف بولندا

من جهته، رحب وزير الخارجية البولندي راديك سيكورسكي، باعتراف ترامب بأن روسيا يجب أن تتحمل مسؤولية الخطوة الأولى نحو السلام، لكنه حذر من تقديم تنازلات مبكرة قد تُعطي بوتين مكانة أكبر مما يستحق.

وأضاف سيكورسكي: "رئيس الولايات المتحدة هو زعيم العالم الحر، بينما بوتين منبوذ ومتهم بارتكاب جرائم حرب، بما في ذلك سرقة أطفال أوكرانيين، يجب أن يكون أي اتفاق يعكس حقيقة هذه الجرائم".

وشدد على أن أي تسوية سريعة قد تُرسل إشارات خاطئة إلى الكرملين، ما يشجع روسيا على استغلال الموقف، وأضاف: "إذا حصل بوتين على صفقة مبكرة جدًا، فإنه سيُفسر ذلك كتشجيع على المزيد من العدوان".

تحديات الناتو

رغم اتفاق زعماء الناتو على ضرورة إنفاق كل دولة عضو ما لا يقل عن 2% من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع، إلا أن العديد من الدول الأعضاء لم تصل إلى هذا المستوى بعد، وأشار جرينيل إلى أن الولايات المتحدة تتحمل الجزء الأكبر من الإنفاق الدفاعي داخل الحلف، ما يزيد من التوترات بين واشنطن وحلفائها الأوروبيين.

وأكد مبعوث ترامب: "عندما يتحدث قادة الناتو عن الحرب، يجب أن يتحملوا مسؤولياتهم المالية لدعم جهود الحلف، يجب أن يكون هناك تهديد حقيقي وواضح لردع أي اعتداء".

ومع استمرار الحرب في أوكرانيا، يبقى العالم أمام تحديات كبيرة تتطلب تنسيقًا دوليًا غير مسبوق، إذ حذر الأمين العام للناتو، من أن أي تراجع في الدعم الغربي لأوكرانيا قد يُعطي روسيا فرصة لتحقيق مكاسب استراتيجية تُضعف التحالف الغربي.

وقال روته: "يجب أن نظل موحدين ونواصل دعم أوكرانيا، لأن انتصار روسيا لن يكون هزيمة لأوكرانيا وحدها، بل سيقوض الأمن العالمي بأسره".