الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

من "السور الواقي" إلى "الجدار الحديدي".. "جنين" هدف ثابت لجيش الاحتلال

  • مشاركة :
post-title
الاحتلال يقتحم جنين بالجرافات والآليات العسكرية

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

عادت مدينة جنين الفلسطينية ومخيمها إلى الواجهة من جديد، بعد أن بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية جديدة أطلق عليها اسم "الجدار الحديدي"، أمس الثلاثاء، أدت لاستشهاد 10 فلسطينيين وإصابة 40 آخرين، في حين يواصل جيش الاحتلال عدوانه ودفع بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى هناك.

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، أن جرافات الاحتلال بدأت فجر اليوم، بتجريف شارع ومدخل مستشفى جنين الحكومي، وأغلقت مداخله بالسواتر الترابية، وجرفت محيط مستشفى ابن سينا، وتعمدت تدمير شوارع في المدينة وفي محيط المخيم.

وبالتزامن، اعتلى جنود القناصة أسطح المنازل، والمباني السكنية المطلة على مخيم جنين، في ظل تواصل إغلاق مداخل المخيم ومنع خروج الأهالي منه، وانقطعت الكهرباء عن المنازل.

وقال رئيس بلدية جنين محمد جرار، إن جيش الاحتلال يخلي بالقوة أحياء كاملة في المخيم، منوهًا أن هناك مخاوف من تدميرها ونسفها.

وأضاف جرار أن جيش الاحتلال نفذ 104 عمليات عسكرية كبيرة ومئات الاقتحامات في المدينة ومخيمها منذ سبتمبر 2021.

وأكد محافظ جنين كمال أبو الرب، أن الاحتلال الإسرائيلي يريد تكرار ما حدث في قطاع غزة من تدمير وتخريب وقتل في محافظة جنين شمال الضفة الغربية، مشيرًا إلى أن حكومة الاحتلال تعمل على تحويل محافظة جنين إلى غزة الصغرى المدمرة.

وقال أبو الرب، إن العمليات العسكرية والهجوم الإسرائيلي على محافظة جنين لا يتوقف منذ محاصرة قوات الاحتلال لمخيم جنين، أمس الثلاثاء، كاشفًا أن عدد الشهداء والمصابين في زيادة مستمرة مع عدم السماح لسيارات الإسعاف بالدخول لإنقاذ سكان المخيم.

وقال جيش الاحتلال، إن قوات كبيرة تشارك في عملية "السور الحديدي"، بما في ذلك الوحدات الخاصة و"الشاباك" و"حرس الحدود"، وإن العملية ستستمر طالما كان ذلك ضرورويًا.

وسبق أن تعرض مخيم جنين لعمليات عسكرية واسعة قبل العملية التي تجرى حاليًا "الجدار الحديدي"، ولربما كان الحدث الأبرز الذي شهده المخيم هو حصار قوات الاحتلال له، أبريل عام 2002، الذي وصفه الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بـ"جنين جراد"، نسبة إلى حصار مدينة ستالينجراد الروسية، التي صمدت أمام الحصار الألماني الطويل لها خلال الحرب العالمية الثانية.

وشنت قوات الاحتلال اجتياحًا شاملًا فيما عرف بـ"معركة جنين"، ما أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 52 فلسطينيًا، ومقتل 23 جنديًا من جيش الاحتلال، واستمرت العملية 10 أيام.

وأسفرت العملية، التي أطلق عليه جيش الاحتلال اسم "السور الواقي"، عن تدمير 150 بناية، في حين أصبح العديد من المباني الأخرى غير صالح للعيش فيه، وهو ما أدى إلى أن أصبحت نحو 435 عائلة بلا مأوى.

وبعد سنوات من الهدوء، تصدر مخيم جنين عناوين الأخبار مرة أخرى، سبتمبر 2021، مع ظهور جماعة "كتيبة جنين" التي تتبع لسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.

وفي أعقاب معركة سيف القدس، مايو 2021، وما تلاها من العدوان الإسرائيلي على غزة، نشطت الكتيبة وأنشأت غرفة عمليات مشتركة مع الفصائل الفلسطينية المسلحة في مخيم جنين، من أجل التصدي لأي اقتحام محتمل للمخيم.

وفي ثاني أيام العملية العسكرية للاحتلال" الجدار الحديدي" أعلنت "كتيبة جنين" أنها تتصدى لقوات الاحتلال في محاور القتال المختلفة بمدينة جنين ومخيمها، وأن مقاتليها "يمطرون قوات العدو والآليات العسكرية بزخات من الرصاص المباشر والعبوات الناسفة وفق متطلبات وظروف الميدان".

وشكلت منطقة جنين بمخيمها والمدينة وقراها أحد الأهداف الرئيسية لعملية "كاسر الأمواج" التي أطلقها جيش الاحتلال مع بداية إبريل 2022 في الضفة الغربية، وقال إن الهدف منها منع وقوع عمليات فلسطينية مسلحة واعتقال من يخططون لتنفيذ مثل هذه العمليات.