لم تكد صفقة وقف إطلاق في قطاع غزة تدخل يومها الثالث بعد، إلا وكان الاحتلال الإسرائيلي يوجّه أسلحته ناحية الفلسطينيين في مخيم جنين بالضفة الغربية المحتلة في عملية جديدة أطلق عليها لقب "الجدار الحديدي".
وفي حصيلة لا تزال تشهد ارتفاعًا في الأرقام، أكدت وزارة الصحة الفلسطينية، أن رصاصات الاحتلال الإسرائيلي قتلت 10 أشخاص في جنين، في حين أصيب أكثر من 40 فلسطينيًا آخرين.
خفافيش الظلام
في الداخل الإسرائيلي لم تكن تلك العملية مفاجأة بالنسبة للكثيرين، فبحسب القناة الـ12 الإسرائيلية كانت هناك توصيات داخل مجلس وزراء نتنياهو الأسبوع الماضي تطالب بشن تلك العملية في الضفة الغربية المحتلة.
وتلخصت المطالب في انتقال الاحتلال من عمليات خفافيش الظلام - نسبة إلى مداهمة منازل الفلسطينيين فجرًا والانسحاب في الصباح، لتنفيذ عملية كبيرة من أجل مواجهة ما أسموه ظاهرة الكتائب في الضفة المحتلة.
توقيت مناسب
كان التوقيت بالنسبة لهم مناسبًا جدا بحسب القناة، خاصة بعد أن توصل الاحتلال إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وكذلك وقف العمليات في لبنان، ولذلك رأوا أن التحرك السريع أمر مهم لتغيير الواقع على الأرض.
وزعم التقرير أن تلك العملية تم التخطيط لها منذ فترة طويلة في أعقاب العملية السابقة التي سميت بـ"القنابل المؤقتة" خلال الحرب على غزة، واعتقل خلالها الاحتلال ما يقرب من 400 فلسطيني، واستُشهد 80 آخرين.
رسائل واضحة
وقبل انطلاق العملية صباح اليوم، سلّم مسؤولون كبار في الجهاز الأمني الإسرائيلي رسائل واضحة ودقيقة للسلطة الفلسطينية قبل الدخول إلى مخيم جنين للاجئين، وذلك للتنسيق معهم من أجل انسحابهم ودخول قوات الاحتلال.
وزعم رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أن جنين معقل للجماعات المسلحة الفلسطينية، لافتًا إلى أن العملية العسكرية تهدف إلى تعزيز الأمن في الضفة الغربية، ووصف العملية بأنها واسعة النطاق وذات أهمية.
قرار سياسي
ووفقًا لصحيفة "جيروزاليم بوست" يمكن اعتبار قرار عملية الجدار الحديدي في جنين قرار سياسي من نتنياهو لتهدئة السياسيين المتدينين المتطرفين في إسرائيل، الذين عارضوا صفقة غزة، كما ترى الصحيفة أن جنين كانت بؤرة للغارات الإسرائيلية طوال الحرب على غزة، حيث تطورت على مراحل وبدأ الاحتلال في استخدام الطائرات بدون طيار ضد الفلسطينيين بجانب الضربات الجوية لأول مرة منذ الانتفاضة الثانية.
ويعيش في مخيم جنين للاجئين نحو 14 ألف شخص، معظمهم من أبناء الشعب الفلسطيني الذي حُرم من أرضه وتم تهجيرهم عندما تم إنشاء الكيان الإسرائيلي في عام 1948.