الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"وصمة عار على الإنسانية".. الخلافات تتجدد بين البابا فرانسيس وترامب

  • مشاركة :
post-title
دونالد ترامب والبابا فرانسيس

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

بينما يستقبل العالم دونالد ترامب كرئيس جديد للولايات المتحدة الأمريكية، تبرز قضية المهاجرين كإحدى أكثر القضايا إثارة للجدل، في هذا السياق، جاء صوت البابا فرانسيس ليمثل نقدًا حادًا لسياسات الرئيس المنتخب، حيث وصف خططه لترحيل ملايين المهاجرين بأنها "وصمة عار"، مما يعكس تعارضًا كبيرًا بين النهج الإنساني للبابا والسياسات الصارمة التي يتبناها ترامب.

"وصمة عار على الإنسانية"

في مقابلة تلفزيونية عبر برنامج "تشي تيمبو تشي فا" الإيطالي، وصف البابا فرانسيس خطط ترامب لترحيل ملايين المهاجرين غير الشرعيين بأنها "وصمة عار"، إذ تعهد ترامب خلال حملته الانتخابية ببدء أكبر برنامج ترحيل جماعي في تاريخ الولايات المتحدة فور تسلمه السلطة، ردًا على تقارير تحدثت عن مداهمات مرتقبة في شيكاغو.

وقال البابا "إذا كان هذا صحيحًا، فسيكون ذلك وصمة عار، هذه ليست الطريقة لحل الأمور"، وأثارت تصريحات البابا مجددًا الجدل حول سياسات الهجرة الأمريكية، خاصة أن هذه ليست المرة الأولى التي ينتقد فيها سياسات ترامب.

في تصريحاته الأخيرة، دعا البابا فرانسيس الدول ذات معدلات المواليد المنخفضة إلى قبول المزيد من المهاجرين كحل لهذه المشكلة. قال البابا: "متوسط أعمار سكان إيطاليا 46 عامًا، اسمحوا للمهاجرين بالدخول"، لكنه شدد على ضرورة تكامل المهاجرين في المجتمعات المستقبلة، قائلًا: "إذا لم يتم دمج المهاجر، فهذه مشكلة".

تاريخ الخلاف

الخلاف بين البابا فرانسيس وترامب لم يكن وليد اللحظة، ففي عام 2016، وصف البابا ترامب بأنه "ليس مسيحيًا" بسبب خططه لبناء جدار على الحدود مع المكسيك، رد ترامب حينها بوصف البابا بأنه "مخزٍ" و"شخص سياسي للغاية".

وعلى الرغم من تهدئة الأمور لاحقًا خلال زيارة ترامب للفاتيكان في عام 2017، عاد الخلاف ليطفو على السطح مرة أخرى مع إعلان ترامب خططه الجديدة بشأن الترحيل الجماعي.

أكبر عملية ترحيل جماعي

وحسب تقرير لصحيفة "بولتيكو"، تعهّد ترامب بتنفيذ أكبر عملية ترحيل جماعي في تاريخ الولايات المتحدة، مع التركيز على ترحيل حوالي 11 مليون شخص يقيمون بشكل غير قانوني في البلاد، ووفقًا لمساعديه، ستبدأ العملية فور أدائه اليمين الدستورية.

ومع ذلك، تواجه هذه الخطط عدة عقبات، أبرزها معارضة محلية، إذ أعلنت بعض المدن ووكالات إنفاذ القانون رفضها التعاون مع هذه السياسات، إضافة إلى نقص الموارد، حيث يشمل ذلك الميزانيات المحدودة وقلة الموظفين في هيئة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك، وكذلك المعارضة القانونية، والتي أبدت جماعات حقوقية ومناصرة للهجرة استعدادها للطعن في القرارات أمام المحاكم.

مقارنة بين أوباما وترامب

وفقًا لبيانات وزارة الأمن الداخلي، سجلت إدارة ترامب الأولى حوالي 1.2 مليون عملية ترحيل للمهاجرين غير الشرعيين، مقارنة بـ2.9 مليون خلال الولاية الأولى لإدارة أوباما، ولكن سياسات ترامب تميزت بتراجع التعاون مع السلطات المحلية بسبب قوانين "الملاذ الآمن"، ما أثر على تنفيذ هذه العمليات.

بينما تباينت ردود الفعل حول سياسات ترامب، استمر النقاش بشأن تأثيرها على صورة الولايات المتحدة كمجتمع منفتح ومتعدد الثقافات. الخبراء حذروا من العواقب الإنسانية لهذه السياسات، خاصة في ظل العقبات العملية والقانونية التي تعترض طريق تنفيذها، وقالت كاثلين بوش جوزيف، المحللة السياسية في معهد سياسة الهجرة: "لا أعتقد أنه سيكون من الممكن ترحيل كامل المهاجرين غير الشرعيين".