تحاول الصين استغلال جميع الفرص المتاحة لحماية تطبيق "تيك توك" من الحظر، آخرها محاولة نقل الملكية إلى الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، خاصة مع تزايد الدعوات الأمريكية المطالبة بحظر التطبيق، وهو ما قد يمثل فرصة ذهبية للشركات المتنافسة مع هذا التطبيق للتفوق عليه مستقبلًا.
ونقلت وكالة "بلومبرج" الأمريكية، عن مصادر مطلعة قولها، إن الحكومة الصينية تُظهر دعمًا قويًا للإبقاء على ملكية تيك توك لشركة "بايت دانس"، على الرغم من أن القضاة في المحكمة الأمريكية، خلال جلساتهم في 10 يناير، أشاروا إلى احتمال تأييدهم للقانون الذي قد يؤدي إلى حظر التطبيق.
ضغوط أمنية
وفقًا لـ"بلومبرج" فإن المسؤولين الصينيين بدأوا بالفعل في مناقشة خطط طوارئ لـ"تيك توك"، في إطار محادثات موسعة حول كيفية التفاعل مع إدارة الرئيس الأمريكي القادم دونالد ترامب، وهو ما يشمل أيضًا إيلون ماسك.
وتتزايد الشكوك حول "تيك توك" في الولايات المتحدة بسبب قضايا تتعلق بالأمن، حيث أخذت إدارة بايدن هذه المخاوف على محمل الجد. ومن جانب آخر، قام ترامب، الذي كان من أبرز منتقدي "تيك توك"، بمطالبة المحكمة بعدم تنفيذ الحظر قبل تنصيبه رئيسًا.
ويعود جزء من فوز ترامب في انتخابات 2024 إلى حملته عبر "تيك توك"، ومن المتوقع أن يتبنى رؤية أكثر تسامحًا تجاه التطبيق الصيني في ولايته الثانية، رغم تبنيه موقفًا صارمًا ضد الصين.
نقل الإدارة
من بين السيناريوهات التي تمت مناقشتها من قبل الحكومة الصينية، هو أن يتولى إيلون ماسك إدارة تطبيق "تيك توك" في الولايات المتحدة عبر منصته "إكس"، حيث يُتوقع أن تدير المنصتان الأعمال معًا، بحسب "بلومبيرج".
وفي أبريل الماضي، أعرب ماسك عن رأيه في ضرورة بقاء تيك توك متاحًا في الولايات المتحدة، حيث نشر عبر منصته "إكس" قائلًا: "في رأيي، يجب ألا يتم حظر تيك توك في الولايات المتحدة، حتى لو كان هذا الحظر قد يفيد منصة إكس. القيام بذلك سيكون مخالفًا لحرية التعبير، وهو أمر يتعارض مع ما تمثل أمريكا".
وبحسب المصادر التي نقلت عنها بلومبرج، لم يتوصل المسؤولون الصينيون بعد إلى اتفاق نهائي بشأن كيفية المضي قدمًا في هذه القضية، حيث لا تزال المناقشات في مراحلها الأولية.
قلق الحظر
يواجه تطبيق "تيك توك" خطرًا حقيقيًا بسبب الضغط الكبير الذي يواجهه في الولايات المتحدة، حيث يستخدم التطبيق أكثر من 170 مليون شخص أمريكي، أي ما يقارب نصف سكان البلاد. وبالتالي، فإن الحظر المحتمل سيكون بمثابة ضربة كبيرة للتطبيق، حيث سيؤدي إلى فقدان قاعدة مستخدمين ضخمة.
وأُثيرت الدعوات لحظر "تيك توك" بعد أن عبّر بعض المشرعين الأمريكيين عن قلقهم من جمع التطبيق للبيانات الشخصية للمستخدمين في الولايات المتحدة، مما قد يشكل تهديدًا للأمن القومي. وفي العام الماضي، صوت الكونجرس الأمريكي لصالح حظر التطبيق.
في سياق آخر، سيكون الحظر بمثابة فرصة كبيرة لعدد من منصات التواصل الاجتماعي الأمريكية، مثل "إنستجرام" المملوك لشركة "ميتا" و"يوتيوب" التابعة لشركة "ألفابيت"، حيث أطلقت كلا المنصتين خدمات الفيديو القصير المنافسة لتطبيق "تيك توك".