أعلنت ألبانيا، السبت، عن حظر تطبيق "تيك توك" لمدة عام، في أعقاب مقتل مراهق الشهر الماضي؛ وهو ما أثار مخاوف عدة بشأن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال.
وأكد رئيس الوزراء إيدي راما الحظر، والذي يأتي كجزء من خطة أوسع نطاقًا لجعل المدارس أكثر أمانًا، بعد لقاء مجموعات من الآباء والمعلمين من جميع أنحاء البلاد؛ كما أشارت صحيفة "الجارديان" البريطانية.
وقال راما: "سنقوم بإغلاقه بالكامل أمام الجميع لمدة عام، لن يكون هناك تطبيق تيك توك في ألبانيا".
في المقابل طلب القائمون على تطبيق تيك توك من الحكومة الألبانية "توضيحًا عاجلًا" بشأن قضية المراهق الذي تعرض للطعن.
وقالت الشركة إنها لم تجد أي دليل على أن الجاني أو الضحية لديه حسابات على "تيك توك"، مشيرة إلى أن تقارير متعددة أكدت أن مقاطع الفيديو التي أدت إلى هذا الحادث "تم نشرها على منصة أخرى، وليس تيك توك".
وبينما من المتوقع أن يدخل الحظر حيز التنفيذ مطلع العام المقبل، قال مكتب راما، السبت، إن ألبانيا دولة صغيرة للغاية بحيث لا يمكن أن تفرض على "تيك توك" تغييرًا في خوارزميته "حتى لا تعزز إعادة إنتاج الجحيم الذي لا نهاية له للغة الكراهية والعنف والتنمر وما إلى ذلك".
وأضاف أن "تيك توك" في الصين "يمنع الأطفال من الانجراف إلى هذه الهاوية".
تشجيع القتل
كانت عدة دول أوروبية، بما في ذلك فرنسا وألمانيا وبلجيكا، فرضت قيودًا على استخدام الأطفال لوسائل التواصل الاجتماعي.
وفي واحدة من أكثر القواعد صرامة في العالم التي تستهدف شركات التكنولوجيا الكبرى، وافقت استراليا في نوفمبر الماضي على حظر كامل لوسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال دون سن 16 عامًا.
ووفق ما نقلته "الجارديان"، ألقى راما باللوم على وسائل التواصل الاجتماعي، و"تيك توك" على وجه الخصوص، في تأجيج العنف بين الشباب داخل وخارج المدارس في ألبانيا.
وجاء قرار حكومته بعد أن طعن تلميذ أحد زملائه في المدرسة يبلغ من العمر 14 عامًا حتى الموت في نوفمبر الماضي.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن الحادث وقع بعد خلافات بين المراهقين على مواقع التواصل الاجتماعي، كما ظهرت مقاطع فيديو على تطبيق "تيك توك" لشباب يؤيدون القتل.
وقال راما: "المشكلة اليوم ليست أطفالنا، المشكلة اليوم هي نحن، المشكلة اليوم هي مجتمعنا، المشكلة اليوم هي تيك توك وكل التطبيقات الأخرى التي تأخذ أطفالنا رهائن".
ونقلت الصحيفة البريطانية عن باحثين محليين إن الأطفال الألبان يشكلون أكبر مجموعة من مستخدمي "تيك توك" في البلاد، فيما أبدى الآباء قلقهم المتزايد بعد ورود تقارير عن قيام الأطفال بأخذ السكاكين وأشياء أخرى إلى المدرسة لاستخدامها في المشاجرات أو حالات التنمر التي تروج لها القصص التي يرونها على "تيك توك".
وحسب التقرير، اتخذت السلطات سلسلة من التدابير الوقائية في المدارس الألبانية، بدءًا من زيادة تواجد الشرطة والتعاون الوثيق مع أولياء الأمور.
وقال راما إن بلاده ستتابع كيفية رد فعل الشركة والدول الأخرى على الإغلاق لمدة عام، قبل أن تقرر ما إذا كانت ستسمح لـ "تيك توك" باستئناف العمليات في ألبانيا.