بينما لا تزال الرياح العاتية تؤجج حرائق الغابات في مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا الأمريكية، والتي أسفرت عن مقتل 16 شخصًا حتى الآن، وتحول أحياء كاملة إلى رماد، أطلقت السلطات تحذيرات من عمليات نهب واحتيال استغلالًا للكارثة التي قد تصبح واحدة من ضمن الأكثر تكلفة في تاريخ البلاد.
وحذر المدعي العام لولاية كاليفورنيا روب بونتا، من الأشخاص الذين يمارسون رفع الأسعار والنهب والاحتيال، وسط الاستجابة المستمرة لحرائق الغابات المشتعلة في لوس أنجلوس، مؤكدًا محاسبة كل من يخالف القانون.
وفقًا لشبكة "سي بي إس نيوز" الأمريكية، حذر "بونتا"، في مؤتمر صحفي أمس السبت، ضحايا الحريق من الجهات السيئة التي تسعى إلى استغلال الصدمة والفوضى التي أحدثتها الحرائق لتحقيق مكاسبهم.
وأضاف: "رأينا الشركات والملاك يرفعون الأسعار، إنه إجراء غير قانوني وجريمة يعاقب عليها بالسجن لمدة تصل إلى عام ودفع غرامات".
وأكد بونتا أن الأسعار يجب ألا ترتفع إلا بنسبة 10٪ أو أقل من قبل الحريق، وقال: "هذا هو قانون كاليفورنيا وهو موجود لحماية أولئك الذين يعانون من مأساة".
وأصدر مكتب المدعي العام في ولاية كاليفورنيا تنبيهًا للمستهلكين بشأن التلاعب بالأسعار في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وقال المسؤولون إنهم لاحظوا التلاعب بالأسعار، وخاصة في سوق الإيجار، وحثّوا المواطنين على الإبلاغ عن حالات النهب والاحتيال.
وذكر بونتا: "تستخدم بعض فنادقنا وبعض ملاك العقارات خوارزميات تعتمد على العرض والطلب لتحديد أسعارهم.. إذا أدت هذه الأسعار إلى ارتفاع عما كانت عليه قبل الطوارئ بنسبة 10٪ فهذا مخالف للقانون".
كما تطرق بونتا إلى عمليات الاحتيال، بما في ذلك الأشخاص الذين ينشئون منظمات وهمية متنكرة في هيئة مقدمي مساعدات شرعيين، وخاصة تلك التي تستهدف كبار السن وسكان المهاجرين.
قال بونتا إن عمليات الاحتيال تأتي بأشكال عديدة، بما في ذلك الرسائل النصية والمكالمات الهاتفية والبريد الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي، مشيرًا إلى ضغط الجهات السيئة على الضحايا لدفع رسوم وديعة للاحتفاظ بمكانهم.
وأكد على ضرورة التحقق من بيانات الاعتماد والتراخيص والإبلاغ عن عمليات الاحتيال.
وفرض مسؤولو مدينة لوس أنجلوس حظر تجول للحد من محاولات النهب، وقال مسؤولون في كاليفورنيا إنه تم القبض على ما لا يقل عن 20 شخصًا.
وفي سياق مواجهة الحرائق، ألقت طائرات المياه ومواد إطفاء على تلال شديدة الانحدار، لوقف انتشار حرائق الغابات في باليساديس بمدينة لوس أنجلوس الأمريكية شرقًا.
وكثفت جهود مكافحة النيران على الأرض، وسط تحذيرات من هبوب رياح تصل سرعتها إلى 70 ميلًا في الساعة، ما قد يزيد الأمور سوءًا.
وعلى مدى الساعات الأربع والعشرين الماضية، أتت الحرائق على مساحة ألف فدان أخرى، والتهمت المزيد من المنازل، كما تلقى السكان تحذيرات من احتمال تدهور الأحوال الجوية خلال الأيام الثلاثة المقبلة، ما قد يؤدي إلى زيادة اشتعال النيران.
ومنذ الثلاثاء الماضي، اجتاحت حرائق الغابات أحياءً مختلفة في ولاية كاليفورنيا، وخاصة حول منطقة لوس أنجلوس، وتسببت في مقتل 16 شخصًا حتى الآن، وتدمير أحياء بأكملها وأجبرت عشرات الآلاف من الناس على الفرار.