الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

إهمال وتجاهل التحذيرات.. "أبراج الكهرباء" في قفص اتهام حرائق كاليفورنيا

  • مشاركة :
post-title
حرائق كاليفورنيا تلتهم الأخضر واليابس

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

تحوم شبهات قوية حول دور أبراج وخطوط الكهرباء في إشعال واحدة من أخطر حرائق الغابات التاريخية التي شهدتها ولاية كاليفورنيا الأمريكية مؤخرًا، فبعد أن التهمت النيران آلاف المنازل وأودت بحياة عشرة أشخاص على الأقل، إذ كشفت صحيفة "واشنطن بوست" عن أدلة جديدة تشير إلى أن شركات الكهرباء قد تكون مسؤولة عن هذه الكارثة، بسبب إهمالها في صيانة وإدارة شبكات نقل الطاقة.

أحداث مقلقة بخطوط الكهرباء

وبحسب تحقيق "واشنطن بوست"، تتزايد الأدلة التي تشير إلى دور محوري لشبكة الكهرباء في إشعال ما يعرف بـ"حريق إيتون" المدمر، ووثقت شركة "ويسكر لابس"، المتخصصة في مراقبة شبكات الكهرباء الأمريكية، سلسلة من الأحداث المقلقة التي سبقت اندلاع الكارثة مباشرة.

وكشفت بيانات الشركة عن تسجيل عدة حالات خطيرة من تلامس خطوط الكهرباء ذات الضغط العالي مع الأشجار والنباتات الجافة، ما أدى إلى تطاير الشرر في ظروف مناخية بالغة الخطورة.

والأكثر إثارة للقلق وفقًا للصحيفة، أنَّ أجهزة المراقبة سجلت استمرار تدفق التيار الكهربائي في العديد من المناطق عالية المخاطر، رغم التحذيرات المتكررة من هبوب رياح عاتية قد تتسبب في سقوط الأبراج أو تلامس الخطوط مع النباتات المحيطة.

حرائق كاليفورنيا
تجاهل التحذيرات

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن المأساة كانت تلوح في الأفق قبل وقوعها بساعات، إذ أطلقت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية تحذيرات شديدة اللهجة من رياح "سانتا أنا"، وهي رياح موسمية معروفة بقوتها وجفافها في ولاية كاليفورنيا.

وتوقعت الهيئة أن تصل سرعة هذه الرياح إلى نحو 160 كيلومترًا في الساعة في منطقة ألتادينا وجبال سان جابرييل المحيطة بها.

وشددت التحذيرات بشكل خاص على خطورة هذه الرياح على شبكة الكهرباء، محذرة من احتمال سقوط الأبراج أو تلامس الخطوط مع الأشجار المحيطة.

ورغم وضوح هذه التحذيرات، يبدو أن شركة "ساوثرن كاليفورنيا إديسون"، المسؤولة عن شبكة الكهرباء في المنطقة، لم تتخذ الإجراءات الوقائية الكافية لمنع وقوع الكارثة.

في شهادة حية تكشف تفاصيل بداية المأساة، روت جينيفر إيريكو، إحدى سكان المنطقة المنكوبة، كيف شاهدت بنفسها النيران تندلع من قاعدة برج كهرباء ضخم يحمل خطوطًا بقوة 220 ألف فولت.

وأكدت في حديثها لـ"واشنطن بوست" أنها وثقت المشهد المروع بسلسلة من الصور، التي تظهر اشتعال النيران أسفل البرج الواقع على الجانب الشرقي من وادي إيتون، قبل أن تنتشر بسرعة مرعبة بفعل الرياح القوية التي كانت تجتاح المنطقة في ذلك الوقت.

النيران تندلع من قاعدة برج كهرباء
بيانات متضاربة

في محاولة للتنصل من المسؤولية، أصدرت شركة ساوثرن كاليفورنيا إديسون بيانًا رسميًا، قالت فيه إنها اتخذت إجراءات وقائية مسبقة، مؤكدة أنها قطعت التيار الكهربائي عن المناطق عالية المخاطر قبل اندلاع الحريق، إلا أن هذه المعلومات الواردة في بيان الشركة سرعان ما تم دحضها من خلال البيانات التي جمعتها شركة "ويسكر لابس"، والتي أظهرت أن العديد من المنازل في منطقة الحريق كانت لا تزال متصلة بالتيار الكهربائي وقت اندلاع النيران في نحو الساعة 6:15 مساءً.

وفي تطور لافت، قدمت الشركة تقريرًا إلى لجنة المرافق العامة تدعي فيه أنها لم تسجل أي اضطرابات أو مشكلات في خطوط نقل الكهرباء حتى ساعة بعد وقت البدء المبلغ عنه للحريق، إلا أن هذا الادعاء يتناقض مع الأدلة والشهادات التي جمعتها واشنطن بوست، والتي تؤكد وجود مشكلات متعددة في شبكة الكهرباء قبل اندلاع الحريق.

إرث من الإهمال

يأتي هذا الحادث ليضيف فصلًا جديدًا إلى سجل طويل من الحوادث المماثلة في ولاية كاليفورنيا، إذ سبق أن ثبتت مسؤولية نفس الشركة عن حريق "وولسي" المدمر الذي اجتاح منطقة ماليبو الشهيرة في نوفمبر 2018.

وكشف تقرير حديث صادر عن مكتب المحلل التشريعي في الولاية عن حقيقة صادمة، وهي أن تكاليف الحرائق المرتبطة بشبكات الكهرباء أصبحت تشكل نحو 13% من فواتير المستهلكين الشهرية، بعد أن كانت نسبة ضئيلة للغاية قبل عام 2019.