الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تسييس المأساة.. حرائق لوس أنجلوس "ساحة صراع" جمهوري ديمقراطي

  • مشاركة :
post-title
حرائق كاليفورنيا تزداد كارثية يومًا بعد يوم

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

بينما تتعرض مدينة لوس أنجلوس الأمريكية لواحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخها الحديث، إذ تجتاح حرائق هائلة، تحولت المأساة إلى ساحة للصراع السياسي بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، في مشهد وصفته وسائل الإعلام الأمريكية بأنه يحاكي مشاهد رواية "الطريق" للكاتب كورماك مكارثي الشهيرة، وفقًا لصحيفة "الجارديان" البريطانية.

والتهمت الحرائق أحياءً بأكملها، مخلفة وراءها دمارًا واسع النطاق، أسفر عن مقتل 10 أشخاص على الأقل وتدمير أكثر من ألف منشأة.

وفي وقت تكافح فيه فرق الإطفاء للسيطرة على الحرائق المستعرة، تحول المشهد السياسي إلى ما يشبه المعركة الحامية، إذ كشفت تقارير إخبارية أمريكية عن أن الرئيس المنتخب دونالد ترامب وأنصاره شنَّوا حملة شرسة على القيادة الديمقراطية في ولاية كاليفورنيا، مستخدمين مزيجًا من المعلومات المضللة، بحسب الصحيفة البريطانية.

وبدلاً من مناقشة دور تغير المناخ في تفاقم هذه الكارثة، ركَّز الجمهوريون هجومهم على ثلاث شخصيات رئيسية، وهي حاكم الولاية جافين نيوسوم، وعمدة لوس أنجلوس كارين باس، ورئيسة إدارة الإطفاء كريستين كراولي.

حرب معلومات

وفي تطور لافت للأزمة، نشر ترامب على منصته "تروث سوشيال" هجومًا حادًا على حاكم كاليفورنيا، زاعمًا أنه "رفض توقيع إعلان استعادة المياه الذي كان سيسمح بتدفق ملايين الجالونات من المياه إلى المناطق المحترقة".

وردًا على هذه الادعاءات، أكد متحدث باسم مكتب نيوسوم أن "وثيقة استعادة المياه المزعومة غير موجودة على الإطلاق، إنها محض خيال".

وفي مقابلة خاصة مع شبكة "سي إن إن " والإعلامي أندرسون كوبر، عبَّر "نيوسوم" عن استيائه من تسييس المأساة قائلًا: "الناس يفرون من منازلهم... فقد البعض حياتهم، وفقد الأطفال مدارسهم، وتمزقت العائلات، واحترقت الكنائس، وهذا الرجل (ترامب) يريد تسييس الموقف".

انتقادات

لم تقتصر الانتقادات على المستوى السياسي فحسب، بل امتدت لتشمل الجوانب الإدارية والتنفيذية للأزمة، وتعرضت عمدة لوس أنجلوس كارين باس، لانتقادات حادة بسبب تأخر عودتها من رحلة مخططة مسبقًا إلى غانا حتى بعد اندلاع الحرائق. 

وزاد الطين بلة موقفها المحرج خلال مؤتمرها الصحفي الأول بعد عودتها، حين اكتفت بتقديم معلومات عامة عن موارد الطوارئ المتاحة، وكذلك رفضها التواصل مع الصحفيين في مطار لوس أنجلوس.

كما تعرضت رئيسة إدارة الإطفاء في لوس أنجلوس كريستين كراولي، لحملة انتقادات ذات دوافع سياسية واجتماعية، إذ وصفها منتقدوها بأنها "تعيين قائم على التنوع والمساواة والشمول"، في إشارة إلى كونها أول امرأة مثلية تتولى هذا المنصب، ما أثار جدلًا واسعًا حول تسييس المناصب الإدارية المهمة في أوقات الأزمات.

كما نقلت وسائل إعلام أمريكية عن المقاول وشخصية تلفزيون الواقع مايكل أوليري انتقادات حادة لنيوسوم بسبب فشله في الوفاء بوعوده بإزالة الأعشاب الجافة، التي حددها خبراء الغابات كمصدر رئيسي لخطر الحرائق.

وشارك في الجدل السياسي شخصيات بارزة من المعسكر الجمهوري، إذ نقلت شبكة "فوكس نيوز" تصريحات لعضو الكونجرس بايرون دونالدز، الذي ألقى باللوم على "سياسات اليسار المتطرف في كاليفورنيا".

كما نشر الممثل جيمس وودز، الذي فقد منزله في الحرائق، تغريدة على منصة إكس "تويتر سابقًا" هاجم فيها القيادة الديمقراطية في الولاية، متهمًا إياها بالفشل في إدارة الحرائق وملء خزانات المياه.

تصرف غير مسؤول

في سياق متصل، نقل موقع CalMatters تصريحات مهمة لمارك جولد، عضو مجلس إدارة منطقة المياه في جنوب كاليفورنيا، الذي وصف ربط إدارة خليج دلتا بالحرائق المدمرة بأنه "تصرف غير مسؤول"، مؤكدًا أن "منطقة المياه تمتلك حاليًا أكبر مخزون في تاريخها".

وأضاف "جولد" أن "القضية الحقيقية تكمن في التأثيرات المدمرة المستمرة للتغير المناخي وليس في نقص المياه".

فيما حذر المحلل نيتيش باهوا، وفقًا لمجلة "سلات"، من أن أزمة حرائق لوس أنجلوس تقدم "معاينة مبكرة لكيفية تجربة الولايات المتحدة والاستجابة للكوارث المناخية المتفاقمة".

وأشار تقرير المجلة إلى أن هذا النمط من الاستقطاب السياسي قد يصبح النموذج المعتاد في التعامل مع الكوارث الطبيعية المستقبلية، خاصة في ظل "النظام البيئي الإعلامي الحالي، حيث قامت منصات التواصل الاجتماعي عمدًا بإضعاف قدرتها على تقديم تحديثات موثوقة في الوقت الفعلي للمستخدمين".