انخفضت احتياطيات الغاز في المملكة المتحدة إلى مستوى "مثير للقلق"، مع بقاء أسبوع واحد فقط من المخزون المعروض، بينما تستعد بريطانيا لمواجهة سرعة رياح منخفضة ودرجات حرارة متجمدة هذا الأسبوع.
وأشار تقرير لصحيفة "ذا تليجراف" إلى أن مواقع تخزين الغاز في المملكة المتحدة ممتلئة بنصف طاقتها فقط الآن، وفقًا لشركة Centrica، مالكة شركة British Gas، أي أقل بنسبة 26% عن نفس الفترة من العام الماضي.
يأتي ذلك في الوقت الذي تواجه فيه البلاد طقسًا هادئًا حتى نهاية الأسبوع، بالإضافة إلى تحذير من البرد.
ويتوقع مكتب الأرصاد الجوية البريطانية انخفاض درجات الحرارة إلى ما بين -15 درجة مئوية و-20 درجة مئوية في أجزاء من اسكتلندا وشمال إنجلترا، مساء اليوم الجمعة.
قلق الطاقة
أدى اعتماد بريطانيا الصافي الصفري على مزارع الرياح إلى زيادة احتمالات النقص عندما تنخفض سرعة الرياح، وخاصة عندما يصاحب الهدوء الطقس البارد، ما يجبر المنازل على زيادة استخدام الطاقة لإبقاء الدفء.
مع هذا، أصرَّ متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر على أن المملكة المتحدة لديها ما يكفي من إمدادات الغاز الطبيعي لتجاوز فصل الشتاء.
وقال المتحدث إن التقارير التي تفيد بأن بريطانيا اقتربت من انقطاع التيار الكهربائي "غير صحيحة".
وأضاف: "نحن على ثقة من أننا سنحصل على إمدادات كافية من الغاز والقدرة على الكهرباء لتلبية الطلب هذا الشتاء، وذلك بفضل نظام الطاقة المتنوع والمرن لدينا.. كما نتحدث بانتظام مع مسؤولي نظام الطاقة الوطني لمراقبة أمن الطاقة لدينا، والتأكد من أن لديهم جميع الأدوات تحت تصرفهم إذا لزم الأمر لتأمين إمداداتنا".
وأكد: "مهمتنا المتمثلة في توفير الطاقة النظيفة بحلول عام 2030 سوف تحل محل اعتمادنا على أسواق الوقود الأحفوري غير المستقرة من خلال الطاقة النظيفة المحلية التي يتم التحكم فيها في بريطانيا، وهي أفضل طريقة لحماية دافعي الفواتير وتعزيز استقلالنا في مجال الطاقة".
مخزون ضئيل
يعد الغاز عنصرًا أساسيًا في نظم الطاقة في المملكة المتحدة، حيث يعتمد نحو 28 مليون منزل على الغاز للتدفئة والمياه الساخنة، كما يستخدم الغاز أيضًا لتوليد 40% من الكهرباء في المملكة المتحدة.
واليوم الجمعة، جاء 6.9% فقط من إمدادات الطاقة في بريطانيا من الرياح.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، دفعت الظروف البلاد إلى "حافة انقطاع التيار الكهربائي"، وفقًا لما نقلته "ذا تليجراف" عن كاثرين بورتر، وهي مستشارة طاقة مستقلة، مع دفع محطات الطاقة التي تعمل بالغاز ما يعادل أكثر من 2 مليون جنيه إسترليني في الساعة للحفاظ على الأضواء.
كما نقل التقرير عن كريس أوشيا، الرئيس التنفيذي لشركة "سينتريكا" إن مستويات تخزين الغاز في المملكة المتحدة "منخفضة بشكل مثير للقلق".
وقال: "نحن نختلف عن بقية أوروبا عندما يتعلق الأمر بدور التخزين في نظام الطاقة لدينا، ونحن نرى الآن تداعيات ذلك".
وكان مخزون الغاز في البلاد أقل من المعتاد بالفعل مع حلول شهر ديسمبر، نتيجة لانخفاض درجات الحرارة في فصل الشتاء في وقت مبكر.
وإلى جانب ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا بشكل مستمر، أصبح من الصعب تجديد المخزون خلال فترة عيد الميلاد.
ويتردد صدى هذا الوضع في مختلف أنحاء أوروبا. فبحلول السابع من يناير 2024، وعلى الرغم من إلزام العديد من البلدان بمستويات تخزين دنيا قبل الشتاء، بلغت سعة التخزين الأوروبية 69%، بانخفاض عن 84% في نفس الفترة من العام السابق.
في الوقت نفسه، إجمالي قدرة تخزين الغاز في المملكة المتحدة لا تتجاوز نسبة 10% أو أقل من الموجودة في فرنسا أو ألمانيا أو هولندا، وهو ما يجعل بريطانيا أقل قدرة على الصمود إلى حد كبير.
في الوقت نفسه، تشهد فيه البلاد ضغطًا خاصًا على تخزين الغاز الخاص بها، والذي يتركز في منشأة تخزين Rough التابعة لشركة Centrica في الصخور تحت سطح البحر قبالة الساحل الشرقي.
ولعبت المنشأة دورًا حاسمًا حتى الآن هذا الشتاء من خلال توفير ما يقرب من 420 مليون متر مكعب من الغاز منذ أوائل نوفمبر، وهو ما يكفي لتدفئة 3 ملايين منزل يوميًا.