وجّهت أوكرانيا ضربة إلى روسيا بقصد قصم ظهرها لكنها بالضرورة أوجعت بها شركاءها الأوروبيين، بعد أن أوقفت تدفق الغاز الروسي عبر أراضيها، مع انتهاء صلاحية اتفاقية العبور بين البلدين، وبالتالي لن يتدفق الغاز الروسي عبر أوكرانيا إلى أوروبا، الأمر الذي قد يتسبب في عواقب كبيرة للقارة العجوز، بعد توقف أقدم طريق غاز روسي.
أعلنت شركة الغاز الروسية جازبروم، أنها لا تملك خيارات قانونية أو فنية لضخ الغاز عبر أوكرانيا بعد عدم تجديد القيادة في كييف عقد العبور، وانتهى عقد النقل المبرم بين شركة جازبروم وشركة نافتوجاز الأوكرانية في مطلع العام، ويسمح الاتفاق بتدفق الغاز من روسيا إلى أوروبا الوسطى عبر خطوط الأنابيب التي تمر في أوكرانيا .
ورفضت أوكرانيا مرارًا وتكرارًا تمديد العقد مع روسيا، وأوضح وزير الطاقة الأوكراني جيرمان جالوشتشينكو قائلًا: "هذا يصب في المصلحة الوطنية لأوكرانيا، أوقفنا عبور الغاز الروسي وهذا حدث تاريخي".
ويعني إيقاف تمرير الغاز عبر أوكرانيا، أن سلوفاكيا لن تتلقى بعد الآن الغاز الروسي عبر هذا الخط، وهددت الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي أوكرانيا بعواقب هذه الخطوة.
قطع الكهرباء عن أوكرانيا
واحتجت سلوفاكيا المتاخمة لأوكرانيا بشدة على قرار كييف، وهدد رئيس الوزراء الشعبوي اليساري روبرت فيكو، بوقف توصيل الكهرباء من سلوفاكيا إلى أوكرانيا.
ونتيجة للحرب الروسية على أوكرانيا، فقدت روسيا مكانتها الرائدة كمورد للغاز لأوروبا، لكن يظل لها ذراع، حتى وإن كانت قصيرة، وهي مواصلتها تصدير الغاز عبر خط أنابيب ترك ستريم في قاع البحر الأسود، الذي يحتوي على فرعين، أحدهما للسوق المحلية التركية والآخر لتزويد العملاء في وسط أوروبا، مثل: المجر وصربيا.
تأثر مولدوفا
كانت جمهورية مولدوفا أعلنت تأثرها أيضًا بوقف عبور الغاز عبر أوكرانيا، ومع ذلك، قررت جازبروم في السابق وقف تسليم الغاز إليها، بسبب الديون المزعومة، وقد تم بالفعل إعلان حالة طوارئ الكهرباء في مولدوفا.
كما استمرت النمسا في الحصول على جزء كبير من احتياجاتها من الغاز الطبيعي من روسيا، ومع ذلك، تشعر البلاد بأنها مستعدة جيدًا لوقف التسليم بفضل مرافق تخزين الغاز الكاملة وطرق الاستيراد البديلة عبر إيطاليا وألمانيا.
بنية تحتية مرنة
ردة فعل المفوضية الأوروبية على وقف صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا، كانت هادئة حيث قال متحدث باسم المفوضية الأوروبية: "إن البنية التحتية للغاز الأوروبية مرنة بما يكفي لتوصيل الغاز من أصل غير روسي إلى أوروبا الوسطى والشرقية عبر طرق بديلة، وقد تم تعزيزها بقدرات كبيرة جديدة على استيراد الغاز الطبيعي المسال منذ عام 2022".
سلوفاكيا ممتلئة رغم الاحتجاج
وعلى الرغم من احتجاج سلوفاكيا فإنها أعلنت أنها مستعدة للتوقف، وبحسب وزارة الشؤون الاقتصادية فإن منشآت تخزين الغاز أصبحت ممتلئة بنسبة 100 بالمئة وأن هناك احتياطيات كافية للعام الجديد.
وقالت وزيرة الاقتصاد دينيسا ساكوفا : "أود أن أطمئن جميع الأشخاص والشركات في سلوفاكيا بأننا مستعدون لهذا السيناريو وأنه لا يوجد حاليًا خطر حدوث نقص في الغاز".
ضربة للتشيك والمجر
وإضافة إلى سلوفاكيا، لا تزال دول مثل جمهورية التشيك والمجر تتلقى الغاز عبر خطوط الأنابيب من روسيا؛ ومن شأن وقف عمليات التسليم أن يشكل مشكلات بالنسبة لها.
بدورها أعلنت ألمانيا أن توقف التسليم ليس له أي تأثير على ألمانيا، وأن أمن الإمدادات في ألمانيا مضمون، ونحن مستقلون عن الغاز الروسي".
مساهمة الألمانية
أكدت الحكومة الألمانية وعدها بتقديم المساعدة لدول أوروبا الشرقية: "سيتم ضمان الإمداد إلى شرق وجنوب ألمانيا والدول المجاورة التي ليس لها منفذ ساحلي في جميع الأوقات، حتى في حالة فشل عمليات التسليم أو حوادث للبنية التحتية للنقل المركزي، وستكون القدرات في محطات الغاز الطبيعي المسال الألمانية متاحة أيضًا للشركات من الدول الأعضاء الأخرى في الاتحاد الأوروبي".