لا يزال الغاز الروسي يتدفق بشراهة إلى الموانئ الأوروبية وبمستويات قياسية، بالرغم من الخلافات المتبادلة على وقع الحرب الروسية الأوكرانية، التي فُرض بموجبها عقوبات كبيرة على الكرملين من جانب أوروبا وأمريكا.
وعلى الرغم من أن أوروبا خفضت وارداتها الضخمة من الغاز الروسي عبر الأنابيب منذ بداية الحرب في أوكرانيا، إلا أنها بحسب صحيفة الجارديان البريطانية، اشترت بشكل متزايد شحنات من الغاز الطبيعي المسال من عدد من البلدان، بما في ذلك روسيا.
ارتفاع متواصل
وفي عام 2024، استوردت أوروبا 49.5 مليار متر مكعب من الغاز الروسي عبر خطوط الأنابيب، و24.2 مليار متر مكعب أخرى في صورة سائلة باردة على متن السفن، وفقًا لمركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف.
وتبين أن هناك ارتفاعًا بنسبة 14% على أساس سنوي في حجم واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز الطبيعي المسال الروسي، التي وصلت 15.5 مليون طن، وبلغت تكلفتها الإجمالية 7.32 مليار يورو، عام 2024.
مستويات قياسية
ومن المتوقع خلال العام الحالي أن ترسو سفن تحمل 17.8 مليون طن من الغاز الروسي فائق البرودة بالموانئ الأوروبية، بزيادة قدرها 2 مليون طن، ووصف محللون اقتصاديون تلك التدفقات بأنها لم تكن في ارتفاع فحسب، بل وصلت مستويات قياسية.
وأكد المحللون أن السبب وراء هذا الارتفاع يرجع إلى أن الغاز الطبيعي المسال الروسي يُعرض بخصم على الموردين البدلاء، مشيرين إلى أنه في ظل غياب العقوبات المفروضة على هذه السلعة تعمل الشركات الأوروبية لصالحها وتشتري بكميات متزايدة.
نشطاء المناخ
وتسببت تلك البيانات في غضب نشطاء المناخ، الذين يرون في تلك البيانات، بحسب الجارديان، تقويض لأهداف الاتحاد الأوروبي المناخية المتعلقة بخفض انبعاثات الغاز، من خلال الاستمرار في دفع أموال لروسيا مقابل الوقود الذي يسخن الكوكب.