للمرة 35 على التوالي، يجرى وزير الخارجية الصيني وانج يي رحلة دولية إلى إفريقيا في مطلع العام الجديد. وتأتي زيارة هذا العام بعد نجاح القمة التي استضافتها بكين لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي. وكجزء من هذا التجمع، ذكّر الرئيس الصيني شي جين بينج الجميع بأن "الصداقة الصينية الإفريقية لا تزال قوية وتزداد قوة عبر الأجيال بغض النظر عن كيفية تغير العالم".
ومن المقرر أن تستغرق رحلة وانج الإفريقية أسبوعًا يتخللها زيارة جمهورية الكونغو وتشاد ونيجيريا وناميبيا.
شراكة تفوق الحدود
ومن خلال التمسك بهذا التقليد، تأمل الصين أن تثبت للعالم أنه على الرغم من التغيرات في المشهد الدولي والإقليمي، فإنها تظل الصديق الأكثر جدارة بالثقة لإفريقيا، والشريك الأكثر موثوقية لها في السعي لتحقيق التنمية والتنشيط، وأقوى داعم لها على المسرح الدولي، حسبما ذكرت صحيفة "تشاينا ديلي".
ونقلت الصحيفة الصينية عن وزير الخارجية قوله، إن الصين تعتز بالصداقة مع القارة، لأن الجانبين يفهمان ويثقان ويدعمان ويساعدان بعضهما البعض في السعي لتحقيق الاستقلال والتحرر الوطنيين، وكذلك في السعي لتحقيق التنمية المشتركة.
وتحدثت "تشاينا ديلي" أن الصين رفعت علاقاتها مع جميع الدول الإفريقية الـ53 التي تربطها بها علاقات دبلوماسية إلى المستوى الاستراتيجي، كما تم رفع التوصيف العام للعلاقات الصينية الإفريقية إلى مستوى مجتمع مصير مشترك للعصر الجديد.
أهداف الزيارة
وقالت سونج وي، الأستاذ في كلية العلاقات الدولية والدبلوماسية بجامعة بكين للدراسات الخارجية، إن زيارة وانج الإفريقية لهذا العام تعكس جوانب مختلفة من تعاون الصين مع إفريقيا، موضحا أن بكين لديها تعاون واسع ومتعمق مع ناميبيا وجمهورية الكونغو في مجالات مثل الطاقة والبنية التحتية، كما استفادت تشاد، باعتبارها واحدة من الدول الأقل نموًا في غرب إفريقيا، بشكل كبير من مساعدات الصين، التي ساهمت في تنميتها الاقتصادية والاجتماعية.
كما أكدت أن نيجيريا هي أكبر اقتصاد في غرب إفريقيا وتتمتع بنفوذ كبير داخل المنطقة والاتحاد الإفريقي، وأن تعزيز التعاون بين الصين ونيجيريا أمر بالغ الأهمية لدفع التنمية في إفريقيا.
فيما، قال خه ون بينغ، الباحث في معهد دراسات غرب آسيا وأفريقيا بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، إن جدول الأعمال الرئيسي لزيارة وانج هو مواصلة التواصل والتنسيق مع الدول الأفريقية حول كيفية تنفيذ التوافق السياسي وخطط العمل الملموسة.
وأوضح الباحث الصيني، أن هذا العام يقدم فرصا عديدة للتعاون التجاري بين الصين وإفريقيا وتعزيز النمو الاقتصادي في إفريقيا.
تعزيز التنمية الإفريقية
ومن جانبها، قالت الصحيفة الصينية، إن بكين منحت وصولًا بدون تعريفة جمركية إلى أسواقها لمنتجات من 33 دولة إفريقية ابتداءً من ديسمبر، ويغطي تنفيذ خطة العمل لمدة ثلاث سنوات، والتي تبدأ هذا العام من خلال 10 مجالات رئيسية، منها التجارة والاستثمار والتعاون في السلسلة الصناعية، والتنمية الخضراء.
وتوقع بنك التنمية الإفريقي أن يرتفع متوسط النمو في إفريقيا إلى 3.7 بالمئة في 2024، وهو ما يتجاوز المتوسط العالمي المتوقع. وفي السنوات الأخيرة، تجاوز نمو الصادرات الإفريقية إلى الصين صادرات الصين إلى القارة، مع دخول كمية متزايدة من المنتجات الزراعية الإفريقية إلى السوق الصينية، مما يوسع التجارة الثنائية بين الجانبين خلال هذا العام.