الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تغييرات جذرية.. حملة تطهير الفساد تصل للجيش الصيني

  • مشاركة :
post-title
الجيش الصيني - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

 في إطار حملة تطهير تستهدف الفساد داخل المؤسسة العسكرية، أكدت مصادر صينية أن 14 من النواب العسكريين في البرلمان الصيني تم إبعادهم من مناصبهم في أقل من عامين. هذا التحرك يعكس تصعيدًا غير مسبوق في محاربة الفساد ضمن صفوف الجيش الصيني، الذي طالما كان يعد من أكبر وأقوى الجيوش في العالم.

مسؤولين عسكريون بارزون

وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست"، فإن الحملة التي بدأت في عام 2023، التي تم خلالها الإطاحة بالعديد من النواب العسكريين، تعد جزءًا من استراتيجية الرئيس الصيني شي جين بينج لتعزيز سيطرته على الجيش. وتتراوح المناصب التي شملتها الحملة بين أعضاء في اللجنة العسكرية المركزية، التي تعد أعلى هيئة عسكرية في الصين، وصولاً إلى مسؤولين في البرلمان الوطني.

وأشارت الصحيفة إلى أن من بين هؤلاء الذين تمت الإطاحة بهم، يوجد العديد من الشخصيات البارزة التي كانت تشغل مناصب حساسة في الجيش الصيني، بما في ذلك نواب مسؤولين في اللجان العسكرية الحكومية.

مكافحة الفساد وتعزيز الولاء

يعتبر الخبراء أن الهدف الرئيسي وراء هذه الحملة هو تعزيز الولاء للرئيس شي جين بينج وقطع الطريق على أي مقاومة محتملة داخل صفوف الجيش. في عام 2018، تعهّد "شي" بتطهير المؤسسات العسكرية من الفساد لضمان فاعليتها وجاهزيتها في أي وقت. وقد تمكن من تحقيق إنجازات ملموسة في هذا الإطار، مع الإطاحة بعشرات الجنرالات والمسؤولين العسكريين رفيعي المستوى في السنوات الأخيرة.

وقالت وكالة "شينخوا" الصينية الرسمية إن الحملة تهدف إلى "استئصال الفساد داخل الجيش"، مشيرة إلى أن هذه الجهود جزء من خطة واسعة لتحسين نزاهة القوات المسلحة الصينية وتعزيز قدرتها على الاستجابة للتحديات الأمنية المتزايدة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

ردود الفعل

في الداخل الصيني، لا يبدو أن هناك اعتراضات كبيرة على هذه الحملة، حيث ينظر إليها الكثيرون كإجراء ضروري لتحقيق الاستقرار العسكري والاقتصادي في البلاد. كما يُعتبر هذا التحرك من قِبل القيادة الصينية محاولة للحد من أي نفوذ قد يؤثر على السياسة العسكرية، خاصة مع تصاعد التوترات في بحر الصين الجنوبي والتنافس مع الولايات المتحدة.

من جهة أخرى، يرى بعض المحللين العسكريين أن هذه الحملة قد تؤدي إلى فراغات قيادية قد تعطل العمليات العسكرية في المدى القصير، وتثير تساؤلات حول استعداد الجيش الصيني لمواجهة الأزمات المستقبلية.

مستقبل الجيش الصيني

يُتوقع أن تستمر حملة التطهير في السنوات المقبلة، لا سيما مع تصاعد التوترات الدولية والضغوط الداخلية. ويشير بعض الخبراء إلى أن التحديات التي يواجهها الجيش الصيني، مثل تحديث التكنولوجيا العسكرية وتوسيع نطاق نفوذه في مناطق النزاع، قد تجبر القيادة الصينية على اتخاذ خطوات إضافية لتغيير هيكل القوات المسلحة وضمان الولاء الكامل للقيادة.

ورغم أن الحملة قد تكون مؤشرًا على تحول كبير في طريقة إدارة الجيش، إلا أن الصين تبقى على استعداد دائم لتعزيز قوتها العسكرية على الصعيدين الإقليمي والدولي.