قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن روسيا "فكرت جديًا" في استخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا، لكن الصين منعتها من ذلك. مشيرًا إلى أنه في ظل التهديدات النووية المتكررة من موسكو "تواصلت بكين مع روسيا، ونصحتها بعدم الذهاب إلى تلك المنطقة من الصراع.
وسُئل بلينكن، في مقابلة مع صحيفة "فايننشال تايمز"، عن مدى جدية واشنطن في التعامل مع تهديدات بوتين بالسلاح النووي، التي اعتُبرت سببًا في عدم تزويد الولايات المتحدة لأوكرانيا بأسلحة بعيدة المدى معينة خلال الحرب خوفًا من التصعيد، فقال إن واشنطن "قلقة للغاية" بشأن احتمال استخدام بوتين للأسلحة النووية "وحتى لو ارتفعت الاحتمالية "من 5% إلى 15%، فإن لا شيء أكثر خطورة عندما يتعلق الأمر بالأسلحة النووية".
كان فلاديمير بوتين منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية، أطلق تهديدات متكررة بشأن ترسانته النووية، ما أثار مخاوف من أن موسكو قد تلجأ إلى مثل هذه الأسلحة في حربها الشاملة.
وبينما العقوبات الغربية تعني أن الصين هي الشريك التجاري الأكبر لروسيا، فاحتمال أن تمارس الصين ضغوطًا على موسكو في الحرب يشير إلى النفوذ الذي قد تتمتع به بكين.
لذا قال بلينكن في حديثه للصحيفة: "لدينا سبب للاعتقاد بأن الصين هي التي تمنع روسيا".
الأكثر خطورة
ونقلت الصحيفة عن بلينكن اعتقاده أن "ديناميكية مماثلة" كانت جارية عندما أخبرت الولايات المتحدة الصين أن الرئيس الروسي يخطط لوضع سلاح نووي في الفضاء.
وزعم وزير الخارجية الأمريكي أن بوتين "عانى من هزيمة استراتيجية مع حلف شمال الأطلسي" الذي أصبح أكبر من أي وقت مضى منذ بدء الحرب، ومع إنفاق أعضائه المزيد من الأموال على مساعدة أوكرانيا، مضيفًا: "لا أعتقد أن أحدًا يستطيع أن يشكو من أنهم لم يقوموا بنصيبهم العادل".
أيضًا، رفض بلينكن الانتقادات التي تفيد بأن إدارة بايدن تأخرت في توفير الأسلحة، قائلاً إن قضايا مثل ما إذا كانت كييف قادرة على تشغيل وصيانة الأنظمة كانت عوامل في صنع القرار.
العقيدة الروسية
في نوفمبر الماضي، ألغت إدارة بايدن القيود التي فرضتها على استخدام أوكرانيا لأسلحة بعيدة المدى مثل ATACMS لضرب أهداف داخل روسيا.
ونقلت "رويترز" عن مسؤولين في الاستخبارات الأمريكية إن هذا القرار لم يزد من خطر وقوع هجوم نووي روسي.
وفي الشهر نفسه، وقّع الرئيس الروسي مرسومًا يقضي بتغيير العقيدة النووية الروسية، وخفض عتبة استخدام الأسلحة النووية.
وتزامن هذا مع ضربة صاروخية روسية تفوق سرعتها سرعة الصوت من طراز "أوريشنيك" على مدينة "دنيبرو" الأوكرانية.
وقال مساعد في الكونجرس الأمريكي لم يذكر اسمه لـ"رويترز: "كانت التقييمات متسقة. الصواريخ الباليستية المضادة للسفن لن تغير الحسابات النووية الروسية".
أوريشنيك
بينما تدخل الحرب عامًا آخر، من غير الواضح ما إذا كان الرئيس الروسي سيستمر في تكرار تهديداته النووية "التي لا تزال غامضة، وخاصة أن المحللين العسكريين يقولون إنها لن تحقق أي ميزة عسكرية في أوكرانيا"؛ كما تشير مجلة "نيوزويك".
ففي نهاية ديسمبر الماضي، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن موسكو "ستحمي مصالحها الوطنية بأي وسيلة ضرورية".
قبلها، تباهى بوتين بقدرات صاروخ "أوريشنيك" الأسرع من الصوت الذي أطلق على "دنيبرو" الأوكرانية؛ قائلًا إن قوته التدميرية تعني أن "عددًا كافيًا قد لا يجعل هناك حاجة عملية للأسلحة النووية".
وقال بوتين في ديسمبر الماضي: "ما نحتاج إليه الآن ليس تحسين العقيدة النووية، بل الصاروخ الأسرع من الصوت أوريشنيك".
وأضاف، خلال اجتماع لمجلس تنمية المجتمع المدني وحقوق الإنسان، بحسب وسائل إعلام روسية رسمية، "ما نحتاج إليه الآن ليس تحسين العقيدة النووية، بل أوريشنيك".