الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

صمام أمان.. جوزيف عون مرشح توافقي لرئاسة لبنان

  • مشاركة :
post-title
قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون يتقدم عددا من قادة الجيش

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

منذ عامين ونصف العام، طُرح اسم جوزيف عون كرئيس للبنان، ارتفعت حظوظه مرّات وتراجعت أخرى، بينما ظلّ صامتًا. جلس في مكتبه، تاركًا الكتل والقوى المختلفة تتجادل -وربما تتصارع- قبل أن تتراجع، الواحدة تلو الأخرى، وتسلّم بالأمر الواقع الذي يحمل اسمًا واحدًا اليوم كرئيس قادر على طمأنة الجميع.

اليوم الأربعاء، أعلن سليمان فرنجية، رئيس تيار "المردة" اللبناني، سحب ترشيحه من السباق الرئاسي في لبنان، ودعمه الكامل ترشيح قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون.

وقال فرنجية في بيان: "إزاء ما آلت إليه الأمور، فإنني أعلن عن سحب ترشيحي الذي لم يكن يومًا هو العائق أمام عملية الانتخاب".

أضاف: "أشكر كل من اقترع لي، فإنني -وانسجامًا مع ما كنت قد أعلنته في مواقف سابقة- داعم للعماد جوزيف عون الذي يتمتع بمواصفات تحفظ موقع الرئاسة الأولى. إنني أتمنى للمجلس النيابي التوفيق في عملية الانتخاب، وللوطن أن يجتاز هذه المرحلة بالوحدة والوعي والمسؤولية".

انتخاب الرئيس

يعقد البرلمان اللبناني غدًا الخميس، جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية، قد تؤدي نتيجتها إلى إقفال باب الفراغ الذي امتد لنحو 26 شهرًا في المنصب السياسي الأول في لبنان.

وتولى ثلاثة قادة سابقين للجيش هم إميل لحود، وميشال سليمان، وميشال عون، منصب الرئاسة.

وستكون جلسة الخميس 9 يناير 2025 الجلسة رقم 13 في مسلسل الدعوات إلى انتخاب رئيس جديد للبنان منذ مغادرة الرئيس السابق ميشال عون منصبه بعد انتهاء ولايته في نهاية شهر أكتوبر 2022، وهو الذي شهد لبنان خلال عهده أزمة اقتصادية ومالية وصفها البنك الدولي بأنها "إحدى أشد ثلاث أزمات على مستوى العالم منذ منتصف القرن التاسع عشر".

وقال رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، اليوم الأربعاء، إنه للمرة الأولى، منذ الفراغ في سدة الرئاسة، يشعر بالسرور "لأنه سيكون لدينا غدًا رئيس جديد للجمهورية".

صمّام أمان

جوزيف عون ابن بلدة "العيشيّة" الواقعة في جنوب لبنان، والتي ولد فيها في عام 1964، وتطوّع في الجيش بصفة تلميذ ضابط عام 1983، وتدرج حتى تولّى مسؤولية القيادة عام 2017. وأمضى حياته في الوحدات العسكرية منفّذًا المهمّات على الأرض، بخبرة وكفاءة عاليتَين.

في أغسطس 2017، وبعد أشهر قليلة على تسلّمه قيادة الجيش، أطلق عون معركة "فجر الجرود" ضدّ التنظيمات الإرهابية المنتشرة في جرود عرسال والقاع، وحقّق الانتصار الأبرز في بداية مهامه كقائد. ولكن بعد أقلّ من سنتين حلّت الكوارث مجتمعة على لبنان؛ حيث دخلت البلاد في سلسلة أزمات سياسية واقتصادية وأمنية تُوّجت في أكتوبر 2019 بانفجار انتفاضة شعبية ضدّ الطبقة الحاكمة في لبنان.

وبعدها، في 4 أغسطس 2020، وقعت كارثة انفجار مرفأ بيروت بالتزامن مع تدهور اقتصادي كبير. وما إن التقطت البلاد أنفاسها قليلاً حتّى أطلق حزب الله اللبناني معاركه لإسناد غزة ضدّ الاحتلال الإسرائيلي.

ووصف تقرير لصحيفة "النهار" اللبنانية عون بأنه "استطاع الحفاظ على المؤسسة العسكرية التي بقيت واحدة من المؤسسات القليلة الصامدة في وجه الانهيار، إضافة إلى جعلها صمّام أمان يعطي الأمل بأنّ لبنان قادر على الخروج من أزماته".

دعم غربي

في عهد عون-الذي تضمن تدريبه دورتين لضباط المشاة في الولايات المتحدة- استمر تدفق المساعدات الأمريكية إلى الجيش، كجزء من سياسة تركز على دعم مؤسسات الدولة اللبنانية للحد من نفوذ حزب الله. وبعد وقت قصير من تعيين عون، شن الجيش هجومًا لتطهير جيب على الحدود السورية من مسلحي تنظيم داعش الإرهابي، وهو ما أشاد به السفير الأمريكي حينذاك، قائلًا إن الجيش اللبناني "قام بعمل ممتاز".

وأشارت "النهار" إلى أن عون استطاع -في عزّ الاشتباك في المنطقة- الموازنة بين علاقته مع حزب الله والأمريكيين، ووازن بين الاستفادة من الدعم الأمريكي للجيش ماديًا وتسليحًا، مع تحاشي الاشتباك مع حزب الله، على الرغم من الأزمات الكبيرة التي مرّ بها الجيش اللبناني، وكان أخطرها ما عُرف بـ "حوادث عين الرمانة"، حين وقع اشتباك بين أنصار حزب الله و"القوات اللبنانية" على خلفية التحقيق بانفجار مرفأ بيروت، وسقط خلاله عدد من القتلى من أنصار حزب الله.