حققت القوات الأوكرانية أخيرًا تقدمًا تكتيكيًا، في المنطقة الروسية البارزة التي احتلتها في كورسك، وسط استمرار العمليات الهجومية المكثّفة عبر الضربات بعيدة المدى لدعم العمليات البرية.
ومنذ 5 أشهر نفّذت أوكرانيا عملية مفاجئة واسعة النطاق وغير مسبوقة في منطقة كورسك الحدودية الروسية، وتوغلت داخل الأراضي الروسية واستطاعت السيطرة على مواقع عدّة، وبحسب الجيش الأوكراني هدفت العملية إلى زعزعة "استقرار" روسيا و"تشتيت" قواتها المسلّحة، وإلحاق أكبر قدر من الخسائر.
تقدم تكتيكي
وبسبب ذلك تم إرغام روسيا على إعادة نشر قواتها من أماكن أخرى في المسرح الحربي، ووفقًا لمعهد دراسات الحرب الأمريكي، أعادت نشر عدة ألوية يبلغ مجموعها 5000 جندي من أماكن مختلفة إلى منطقة كورسك، وصل في المجموع إلى 11 كتيبة.
وخسرت أوكرانيا منذ ذلك الوقت أكثر من 40% من الأراضي التي تسيطر عليها، حتى فاجأت القوات الروسية خلال الساعات الماضية وشنّت عمليات هجومية مختلفة، تمكنت خلالها من تحقيق تقدم تكتيكي واستعادت السيطرة على عدة أماكن.
المناطق الخلفية
وخلال تلك العملية، دمج الجيش الأوكراني قدرات الضربات الدقيقة طويلة المدى ونشاط أنظمة الحرب الإلكترونية لدعم العملية البرية، حيث استمرت الضربات بعيدة المدى في المناطق الخلفية من العمق الروسي قبل وأثناء وبعد العملية.
ولكن الروس لم يقفوا مكتوفي الأيدي أمام تلك الهجمة، وأفاد المدونون العسكريون أن الجيش الروسي استغل ذلك الهجوم المفاجئ وقام بمهاجمة أماكن أخرى في منطقة كورسك على القوات الأوكرانية المتحصنة فيها، كما أنه تمكن من صد هجمات ميكانيكة أوكرانية.
عمليات مستقبلية
ويرى خبراء المعهد، أن العمليات الهجومية الأوكرانية المتزايدة في منطقة كورسك هي المرحلة الأولى لاستطلاع معزز، للقوة التي يمكن أن تواجهها من جانب روسيا، وأنها تعد تمهيدًا لعمليات مستقبلية غير محددة في كورسك.
ومن المنتظر أن تكسر الحرب الروسية الأوكرانية حاجز الـ 3 سنوات فبراير القادم، وأصبحت روسيا تسيطر على العديد من الأراضي المهمة، التي كانت في الماضي أوكرانية، وفي المقابل يواجه الجيش الأوكراني انكماشًا دفاعيًا خطيرًا، مع نقص في المعدات والجنود، التي تحتاجها الخطوط الأمامية.