تخطط شركة ميتا، المالكة لفيسبوك وانستجرام، للتراجع عن عدد من سياسات الرقابة على المحتوى التي كانت تمنع حرية التعبير، وهو ما اعتبره المتابعون تغييرًا جذريًا واضحًا للتوافق مع أجندة ترامب المقبلة.
وخلال الحرب المدمّرة التي يشنّها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أكثر من عام، كانت منصات التواصل الاجتماعي هي الملاذ الآمن للفلسطينيين من أجل إعلام العالم بما يحدث على الأرض من انتهاكات وممارسات فاضحة للاحتلال وجنوده.
إسكات الأصوات
على العكس من ذلك، فوجئ المجتمع الدولي بوجود قيود كبيرة على المحتوي الفلسطيني، وتم اتهام شركة ميتا بتعمّد إسكات الأصوات الفلسطينية، حيث كشف تحليل، يعد الأول من نوعه، أجرته "بي بي سي" عن انخفاض بنسبة 77% في التفاعل مع منشورات الصفحات الإخبارية في الأراضي الفلسطينية منذ بدء الحرب في غزة.
واعترفت شركة "ميتا" بإجراء تغييرات على خوارزمية إنستجرام، و أنها اتخذت تدابير مؤقتة للمنتج والسياسة الخاصة بالقضية الفلسطينية على فيسبوك بعد اندلاع الحرب مباشرة، وهو ما دفع المدونين إلى التوجه لمنصة إكس، التي تعتمد على نظام الملاحظات المجتمعية.
تحول الخطاب
وعقب نجاح دونالد ترامب في الوصول إلى البيت الأبيض، سعى المسؤولون التنفيذيون في شركة ميتا من خلال تصريحاتهم الفترة الماضية إلى تصدير صورة تعبّر عن وجود تحول في الخطاب العام يكشف عن اتباع نموذج السياسة الذي يتبناه الرئيس المنتخب دونالد ترامب.
وأحدث مثال على ذلك ما أعلنه مارك زوكربيرج أن "فيسبوك" سوف يتراجع عن عدد من سياسات الرقابة ليصبح منصة لحرية التعبير، بحسب مجلة "نيوزويك"، حيث سيتخلص مما يُعرف باسم "مدققي الحقائق"، وسيستبدله بنظام الملاحظات المجتمعية.
حرية التعبير
ويرى المراقبون أن تلك الخطوة التي اتخذها زوكربيرج في سياسته تمثل تغييرًا جذريًا عن نهج Meta السابق المتمثل في تقييد أنواع معينة من اللغة والموضوعات، التي تعد واحدة من أكبر شركات التواصل الاجتماعي في العالم.
واعترف زوكربيرج أن مدققي الحقائق كانوا متحيزين سياسيًا للغاية، ودمّروا الثقة أكثر مما خلقوها، وخاصة في الولايات المتحدة، لافتًا إلى أن الانتخابات الأخيرة كانت نقطة تحول نحو تقليل الأخطاء وتبسيط سياساتهم واستعادة حرية التعبير.
السياسات الجديدة
كما اعترف زوكربيرج بأن النظام القديم أصبح يُستخدم بشكل متزايد لقمع الآراء وإقصاء الأشخاص ذوي الأفكار المختلفة، مؤكدًا أنه أراد بالقرار الجديد أن يكون الناس قادرين على مشاركة معتقداتهم وتجاربهم بكل حرية، ومن المنتظر أن يبدأ تطبيق السياسات الجديدة طوال عام 2025.
وفي يوليو الماضي رفعت "ميتا" القيود المفروضة على حسابات دونالد ترامب في تطبيقي "فيسبوك" و"إنستجرام، وعللت تلك الخطوة بأنه أصبح مرشح الحزب الجمهوري ولن يخضع بعد الآن لعقوبات التعليق المتشددة، منهية بذلك الإجراءات التي تم فرضها بعد أن اقتحم أنصاره مبنى الكابيتول الأمريكي في عام 2021.