أثار قرار شركة "ميتا"، المالكة لتطبيقي فيسبوك وإنستجرام للتواصل الاجتماعي، رفع القيود المفروضة على حسابات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، حفيظة حملة الرئيس الحالي جو بايدن، إذ وصفت القرار بأنه "تهديد للسلامة والديمقراطية".
حملة بايدن غاضبة
ووفقًا للوكالة الفرنسية، أدانت حملة بايدن قرار "ميتا"، في بيان الجمعة، واصفًا إياه "بالقرار البشع والمتهور ويشكل هجومًا مباشرًا على سلامتنا وديمقراطيتنا".
وقال تشارلز كريتشمير لوتفاك، المتحدث باسم الحملة: "إن إعادة دونالد ترامب إلى فيسبوك تشبه تسليم مفاتيح سيارتك لشخص تعرف أنه سيقود سيارتك إلى حشد من الناس ويخرج من الهاوية.. إنها عودة تمثل حمل مكبر صوت لعنصري مخلص سيصرخ بكراهيته وتفوق العرق الأبيض من فوق أسطح المنازل ويحاول تعميمها".
ويتضمن ملف "ترامب" الشخصي على "فيسبوك"، الذي يضم 34 مليون مستخدم، رسائل منشورة في الأصل على منصته، بالإضافة إلى دعوات إلى المسيرات ومقاطع فيديو من حملته.
تعديل المحتوى السياسي
ولطالما انتقد بعض خبراء وسائل التواصل الاجتماعي شركة "ميتا" وغيرها من المنصات لفشلها في تعديل المحتوى السياسي، بما في ذلك المحتوى المقدم من المرشحين.
وقبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2020، بدا أن الرئيس التنفيذي لشركة "ميتا" مارك زوكربيرج، يدعم "ترامب" على الرغم من منشوراته التحريضية، رافضًا شكاوى موظفي "فيسبوك"، الذين نظموا احتجاجًا عامًا نادرًا.
وكان موظفو "فيسبوك" اشتكوا من أنه كان ينبغي للشركة أن تتحرك ضد منشورات ترامب حول الاحتجاجات التي تحتوي على عبارة "عندما يبدأ النهب، يبدأ إطلاق النار".
تكافؤ الفرص
أعلنت شركة "ميتا"، الجمعة، أنها سترفع القيود المفروضة على حسابات المرشح الرئاسي الأمريكي دونالد ترامب في تطبيقي "فيسبوك" و"إنستجرام". وقالت الشركة إن "ترامب بصفته مرشح الحزب الجمهوري، لن يخضع بعد الآن لعقوبات التعليق المشددة"، منهية بذلك الإجراءات التي تم فرضها بعد أن اقتحم أنصاره مبنى الكابيتول الأمريكي في عام 2021.
وكان ترامب استعاد حساباته في فبراير 2023 ولكن مع التهديد بعقوبات على الانتهاكات المستقبلية، وهو قيد إضافي رفعته "ميتا" يوم الجمعة.
وكتبت "ميتا"، في تدوينة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "في تقييم مسؤوليتنا للسماح بالتعبير السياسي، نعتقد أن الشعب الأمريكي يجب أن يكون قادرًا على الاستماع إلى المرشحين لمنصب الرئيس على أساس متساوٍ".
وذكرت أن "المرشحين للرئاسة الأمريكية يظلون خاضعين لنفس معايير المجتمع مثل جميع مستخدمي فيسبوك وإنستجرام، بما في ذلك تلك السياسات المصممة لمنع خطاب الكراهية والتحريض على العنف".
تم حظر ترامب، وهو أول رئيس سابق يدان بارتكاب جرائم، من استخدام "تويتر" و"يوتيوب"، وفي حين تم رفع هذه القيود في وقت سابق من العام الماضي، فإنه يتواصل الآن بشكل أساسي عبر منصة التواصل الاجتماعي الخاصة به "تروث سوشيال".
وتعرض حسابه على "إكس" للحظر، في عام 2021، وأعاد "ماسك" الحساب بعد فترة وجيزة من الاستحواذ على الشركة في عام 2022.