في عالم يتسم بتغيراته السريعة وأزماته المتزايدة، يظهر الاتحاد الأوروبي كمنصة تقودها نساء يحملن على عاتقهن مستقبل أوروبا في مواجهة التحديات الدولية.
حقبة القيادة النسائية
في انتخابات البرلمان الأوروبي التي جرت في يونيو 2024، تولت النساء المناصب الرئيسية الثلاثة في الاتحاد الأوروبي وهي: رئيسة البرلمان الأوروبي، رئيسة المفوضية الأوروبية، والممثلة العليا للاتحاد للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية.
تأتي هذه الحقبة النسائية في وقت حساس يشهد فيه العالم صعود تحديات كبرى مثل الحرب الروسية-الأوكرانية، وأزمة المناخ، والتطور السريع للذكاء الاصطناعي.
روبرتا ميتسولا
روبرتا ميتسولا، المولودة في مالطا عام 1979، أصبحت رئيسة البرلمان الأوروبي منذ عام 2022، تحت قيادتها تحول البرلمان الأوروبي إلى منصة لدعم إسرائيل بعد هجوم 7 أكتوبر 2023، وأعربت عن دعمها المطلق لإسرائيل في الدفاع عن نفسها، بل إنها جاءت إلى إسرائيل في زيارة تضامنية.
أعادت "ميتسولا" انتخابها لولاية ثانية في 2024، وحصلت على دعم واسع داخل البرلمان، وكتبت عقب أحداث 7 أكتوبر على موقع "إكس": "لقد صُدمت من الهجمات على إسرائيل، نحن ندين الإرهاب والعنف ضد الأبرياء".
وبعد الهجوم، وصلت روبرتا ميتسولا مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في زيارة تضامن لدولة الاحتلال وتجولتا في مستوطنة كفار غزة برفقة رئيس الكنيست الإسرائيلي، وقامتا بوضع إكليل من الزهور على نصب تذكاري في تل أبيب.
أورسولا فون دير لاين
أورسولا فون دير لاين، أول امرأة تتولى رئاسة المفوضية الأوروبية في 2019، جدّدت ولايتها الثانية في 2024. بفضل خلفيتها السياسية، إذ قادت الاتحاد الأوروبي خلال أزمات كبرى، منها جائحة كورونا، وأطلقت مبادرات مهمة مثل "الصفقة الخضراء الأوروبية".
وعبّرت عن دعمها لإسرائيل وأدانت فون دير لاين بشدة هجمات 7 أكتوبر، وأعربت عن دعمها الكامل لإسرائيل، كما دعت إلى وقف إطلاق النار في غزة، وكتبت في كلماتها: "لقد استيقظ العالم على الصور الصادمة للهمجية التي لا توصف، مشاهد ستبقى معنا إلى الأبد"، حسب زعمها.
كاجا كالاس
وشغلت كاجا كالاس، المولودة عام 1977، منصب أول رئيسة وزراء إستونيا قبل أن تصبح الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، وتُعرف بمواقفها الحاسمة ضد روسيا ودعمها لأوكرانيا، حيث زارت كييف في أول يوم لها بمنصبها الجديد، لتؤكد التزام الاتحاد الأوروبي بدعم سيادة أوكرانيا.
وتدعو "كالاس" إلى التوازن بين معالجة الأزمة الإنسانية في غزة وحق دولة الاحتلال في الدفاع عن نفسها، وتأييد حل الدولتين، والإفراج الفوري عن جميع المحتجزين، ووقف إطلاق النار بين الطرفين.
دوبرافكا شويكا
دوبرافكا شويكا، المولودة في كرواتيا عام 1957، تشغل منصب المفوضة الأوروبية لشؤون الديمقراطية والديموغرافيا. وتعمل على تعزيز التعاون بين الاتحاد الأوروبي ودول البحر الأبيض المتوسط في مجالات الأمن والطاقة والتكنولوجيا.
وكجزء من دورها الإقليمي، تعمل دوبرافكا شويكا على تعزيز الشراكات مع دول البحر الأبيض المتوسط في مجالات الاستثمار والأمن والطاقة والنقل والهجرة، وسوف تتعاون في مكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب، إضافة إلى تعزيز المبادرات الرامية إلى تحسين التعاون التكنولوجي والتجاري في المنطقة.