اتخذت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، من الوضع في سوريا بعد سقوط بشار الأسد مثالًا حيًا للإشارة إلى روسيا التي وصفتها بالدولة غير المحصنة أمام قوة الاتحاد الأوروبي.
وقالت "كالاس" للصحفيين قبل قمة المجلس الأوروبي في بروكسل، اليوم الخميس: "تُظهر سوريا أن روسيا ليست دولة لا تقهر، مضيفة "لا ينبغي لنا أن نقلل من شأن قوتنا"، وفقًا لموقع "إكسيوس" الأمريكي.
وأكدت كالاس أن أوروبا بحاجة إلى العمل متحدة لتظل قوية وجادة على الساحة العالمية.
وقالت: "الجميع ينظرون إلينا في هذه التطورات التي تحدث بالعالم، نرى صراعات بين القوى التي تريد أن يكون لها نظام عالمي".
وأضافت: "يريد الاتحاد الأوروبي أن يكون لدينا عالم قائم على القواعد، إذ لا يستطيع أولئك الذين لديهم السلطة أن يأخذوا ما يريدونه".
ورحبت كالاس وقادة آخرون في الاتحاد الأوروبي بانهيار نظام بشار الأسد، باعتباره تطورًا إيجابيًا لسوريا، وقالت: "إنه يظهر أيضًا ضعف داعمي الأسد، روسيا وإيران".
وفي أعقاب اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، الاثنين الماضي، أعلنت كالاس أن الاتحاد الأوروبي سينظر في العمل مع القيادة السورية الجديدة لإغلاق القواعد العسكرية الروسية في البلاد.
ومن جانبه؛ أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، في مؤتمره الصحفي السنوي نتائج عام 2024، أن ما يحدث في سوريا لا يمثل هزيمة لروسيا، مشددًا على أن الغرب يحاول تصوير الأوضاع في سوريا كهزيمة لروسيا، إلا أنه أكد أن ذلك بعيد عن الواقع.
وقال بوتين: "كنا نسعى لعدم تشكيل بؤرة للإرهاب مثل أفغانستان، وحققنا أهدافنا بشكل ما".
وأضاف: "اليوم، تغيرت الفصائل التي حاربت نظام الأسد، إذ تسعى الدول الغربية إلى التحدث معهم، ما يعني أن هناك تغييرات طرأت على هذه الفصائل بالفعل".
وذكر بوتين أن معظم دول المنطقة مهتمة بالحفاظ على القواعد العسكرية الروسية في سوريا، مشددًا على أن بقاءها يعتمد على توافق المصالح مع السلطات السورية الجديدة.
وأكد بوتين أن موسكو تعول على السلام في سوريا، وتحافظ على العلاقات مع جميع الأطراف.
وأضاف: "نحافظ على علاقات مع كل المجموعات التي تسيطر على الوضع هناك، ومع كل دول المنطقة".
وأشار بوتين إلى أنه لا توجد قوات برية روسية في سوريا وإنما فقط قاعدتان جوية وبحرية، وأن روسيا اقترحت استخدام قاعدة حميميم وقاعدة طرطوس لإيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا.
وركز بوتين، على أن بلاده نجحت في تجاوز آثار العقوبات الغربية، وحققت نموًا اقتصاديًا متواصلًا خلال عامين، وتحدث عن تحسين مستوى المعيشة في روسيا، وتنشيط قطاعات عدة كانت مهملة في السابق.
كانت روسيا حليفًا رئيسيًا لنظام بشار الأسد، الذي أطاحت به الفصائل السورية، 8 ديسمبر، بعد حرب أهلية استمرت 13 عامًا.
والاثنين، أعلنت كالاس، أن الاتحاد تبنى حزمة عقوبات جديدة على روسيا وكيانات داعمة لموسكو، بسبب حربها في أوكرانيا.
وكتبت على موقع التواصل الاجتماعي "إكس": "اعتمدنا اليوم حزمة العقوبات الـ15، بما يشمل أسطول الظل، ومسؤولين من كوريا الشمالية وشركات صينية تصنع الطائرات المسيرة لصالح موسكو".
وأضافت في أعقاب وصولها إلى العاصمة الأوكرانية كييف: "كل من يُسهم في استمرار الحرب بأوكرانيا عليه أن يدفع ثمنًا باهظًا".