بعد وصول آثار حرب الإبادة الجماعية العنيفة التي يقودها جيش الاحتلال في غزة إلى ساحات القضاء العالمي، تواجه إسرائيل تحديات متزايدة ومتصاعدة في الخارج، ليس فقط على الصعيد الدبلوماسي، بل في المحاكم أيضًا.
تقف مؤسسة "هند رجب" البلجيكية في طليعة هذه التحديات، إذ تسعى المنظمة، التي تأسست حديثًا، لتوسيع نطاق نشاطها ضد جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي في دول مختلفة، متهمة إياهم بارتكاب "جرائم حرب".
أول دعوى قضائية في تايلاند
وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، رفعت مؤسسة "هند رجب" أول دعوى قضائية ضد جندي إسرائيلي مقيم في تايلاند، متهمة إياه بارتكاب "جرائم حرب"، إذ تسعى المنظمة، التي تأسست في سبتمبر 2024 في بروكسل، للاستعانة بمكاتب محاماة متخصصة في قانون الحرب والقانون الإنساني الدولي لتعزيز نشاطها.
وتعتزم المنظمة زيادة نشاطها عبر التعاون مع مكاتب محاماة محلية في مختلف أنحاء العالم، ففي البرازيل، رفعت دعوى ضد جندي إسرائيلي آخر، ما أدى إلى فتح تحقيق قضائي، لكن الجندي هرب من البلاد قبل توقيفه.
ملاحقة قانونية
تركّز مؤسسة "هند رجب" على جمع المعلومات المفتوحة عبر الإنترنت عن جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي، بما في ذلك الأنشطة العسكرية التي شاركوا فيها، بهدف مقاضاتهم في دول أجنبية. حتى الآن، رفعت المؤسسة دعاوى قضائية ضد 28 جنديًا في 8 دول، وقدمت معلومات إلى المحكمة الجنائية الدولية عن "جرائم حرب" تتعلق بأنشطة أكثر من ألف جندي وضابط في قطاع غزة ولبنان.
المنظمة لا تكتفي بالملاحقة القانونية، بل تنشر أيضًا معلومات عن أماكن إقامة الجنود الإسرائيليين في الخارج.
قيادة المنظمة
يرأس مؤسسة هند رجب ناشطان من أصل لبناني، دياب أبو جحجاء وكريم حسون، فالأول ناشط سياسي لبناني يحمل الجنسية البلجيكية، وله تاريخ طويل من النشاط المعادي لإسرائيل، وسبق ذكره في قضايا قانونية ضد مسؤولين إسرائيليين بارزين، وكان له دور في قضايا متعلقة بصبرا وشاتيلا، والثاني هو كريم حسون الناشط اللبناني المقيم في بلجيكا، المعروف بدعمه للفلسطينيين.
وصف وزير الشتات الإسرائيلي أميحاي شيكلي نشاط مؤسسة هند رجب بأنه يمثل "خطرًا رئيسيًا" مصدره حكومات معادية لإسرائيل، وفي رسالة بعث بها إلى عضو الكونجرس البرازيلي إدواردو بولسونارو، انتقد شيكلي قرار القضاء البرازيلي بفتح تحقيق ضد الجندي الإسرائيلي، معتبرًا ذلك "وصمة عار في تاريخ البرازيل".
كما أصدرت السفارة الإسرائيلية في البرازيل بيانًا اتهمت فيه المؤسسة بـ"استغلال الأنظمة القانونية للترويج لروايات معادية لإسرائيل".