في خطوة تعكس اهتمامًا متزايدًا بتعزيز صورة دولة الاحتلال على الساحة الدولية، وافقت الحكومة الإسرائيلية بالإجماع على زيادة قياسية في ميزانية الدعاية الدولية.
تأتي هذه التحركات في ظل توترات سياسية ودبلوماسية إقليمية ودولية، تترافق مع تصاعد الهجمات والاتهامات ضد إسرائيل على خلفية حربها المستمرة على غزة.
545 مليونًا للدعاية العالمية
أعلنت الحكومة الإسرائيلية تخصيص 545 مليون شيكل لدعم حملات الدعاية الإسرائيلية حول العالم، ضمن إطار تعزيز ميزانية وزارة الخارجية، القرار جاء بناءً على طلب وزير الخارجية الإسرائيلي الجديد، جدعون ساعر، بالتزامن مع الاتفاق السياسي بين حزبي "حق الدولة" و"الليكود".
وفقًا لما ورد في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أوضح "ساعر" أن هذه الميزانية الإضافية ستُستخدم لتطوير استراتيجية متكاملة تشمل أنشطة بحثية، شركات علاقات عامة، إدارة حملات على الشبكات الاجتماعية، تنظيم مؤتمرات، واستقدام وفود دولية من قادة الرأي العام إلى إسرائيل.
وأكد "ساعر" أن "حرب المعلومات والتوعية لم تحصل على الموارد المناسبة لعقود طويلة، وهذا التمويل ليس نفقات، بل استثمار يعزز مكانة إسرائيل وحلفائها عالميًا".
اعتداءات على اليهود في أوروبا
وشهدت برلين خلال الشهر الجاري اعتداءات ضد فريق "توس مكابي برلين" اليهودي خلال مباراة لكرة القدم، وفقًا لتقارير محلية، تعرّض لاعبو الفريق لاعتداءات جسدية وتحريض عنصري من مشجعين لفريق "شوارزنيجر فايس نيوكلين"، الذي يضم لاعبين من خلفيات مهاجرة.
تأتي هذه الحادثة في سياق أوسع من تصاعد الاعتداءات على اللاعبين اليهود في أوروبا، حيث أظهرت تقارير حديثة ارتفاعًا حادًا في تلك الحوادث منذ أكتوبر 2023. وفقًا لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، سجلت ألمانيا وفرنسا وهولندا معدلات مرتفعة للاعتداءات على اليهود، بينما وُثقت حالات شبيهة في بريطانيا والسويد.
في برلين وحدها، تعرّض أحد مشجعي فريق "مكابي" للاعتداء في حانة بسبب ارتدائه وشاحًا يحمل رموزًا يهودية، ما استدعى تدخل الشرطة. في فرنسا، تحول عزف النشيد الإسرائيلي خلال مباراة بين المنتخبين الفرنسي والإسرائيلي إلى مواجهة مباشرة بين المشجعين.
واندلعت اشتباكات بين مشجعي كرة قدم إسرائيليين وسكان محليين في أمستردام الأسبوع الماضي، ما أسفر عن إصابة خمسة إسرائيليين على الأقل بعد مباراة فريق مكابي تل أبيب مع فريق أياكس في الدوري الأوروبي.
تحذيرات إسرائيلية
ترافق هذه الاعتداءات مع تحذيرات أصدرتها السلطات الإسرائيلية لمواطنيها المتوجهين إلى أوروبا، داعيةً إلى توخي الحذر.
في الوقت ذاته، قامت الحكومات الأوروبية بتعزيز الإجراءات الأمنية خلال الفعاليات الرياضية، إذ تم نشر آلاف من قوات الشرطة لتأمين مباريات يشارك فيها رياضيون إسرائيليون.
اتهامات إسرائيل بالإبادة الجماعية
على صعيد آخر، تواجه إسرائيل ضغوطًا قانونية ودبلوماسية دولية، إذ قدمت حكومة جنوب إفريقيا وثائق إلى محكمة العدل الدولية تتهم إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" في غزة.
الوثائق، المكونة من 4000 صفحة، تضمنت شهادات وأدلة تدعي وجود نية إسرائيلية لتنفيذ جرائم حرب، وهي اتهامات ترفضها إسرائيل بشكل قاطع.
وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق يوآف جالانت، بتهمة ارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة.