في خطوة غير مسبوقة، أصدرت محكمة برازيلية أمرًا بالتحقيق مع جندي إسرائيلي متهم بارتكاب جرائم حرب في غزة، إذ جاء هذا القرار استجابةً لجهود منظمة هند رجب الحقوقية البلجيكية، التي وُصفت بأنها لحظة تاريخية في مجال العدالة الدولية.
ووفق "جيروزاليم بوست" العبرية فإن هذه القضية أثارت الجدل عالميًا، وكشفت أبعادًا قانونية وإنسانية معقدة.
تهم موجهة للجندي الإسرائيلي
أعلنت منظمة هند رجب أن الجندي، الذي يُقال إنه سائح حاليًا في البرازيل، متهم بالمشاركة في هدم منازل المدنيين في غزة، ضمن حملة وُصفت بأنها إبادة جماعية.
وأكدت محامية المنظمة، مايرا بينهيرو، أن هناك أدلة مصورة توثق تورط هذا الجندي في تدمير المنازل وسبل عيش الفلسطينيين، واستندت المنظمة إلى القانون الجنائي البرازيلي، حيث طالبت المحكمة الفيدرالية باتخاذ إجراءات تحقيقية عاجلة لمنع المشتبه به من الفرار أو التلاعب بالأدلة.
ردود فعل رسمية إسرائيلية
في مواجهة هذه الخطوة، تحركت وزارة الخارجية بدولة الاحتلال الإسرائيلي سريعًا لتأمين عودة الجندي إلى إسرائيل، وبحسب "جيروزاليم بوست"، تواصلت الوزارة مع الجندي وعائلته وأمنت مغادرته من البرازيل في الساعات الأولى من صباح اليوم التالي، مؤكدة أن المشتبه به لم يكن ملاحقًا بمذكرة اعتقال رسمية، ما سمح له بمغادرة البلاد دون قيود قانونية.
دور مؤسسة هند رجب
تأسست مؤسسة هند رجب في بلجيكا من قِبل فلسطينيين، وهند رجب الذي سميت المؤسسة باسمها هي طفلة تبلغ من العمر 6 سنوات استشهدت بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وتيهدف مؤسسة هند إلى السعي لتحقيق العدالة لضحايا الجرائم الإسرائيلية، وتعمل المؤسسة على رفع دعاوى قضائية ضد جنود الجيش الإسرائيلي في المحاكم الدولية، مستندة إلى أدلة تنشرها المنظمات الحقوقية.
كما تسعى المؤسسة إلى فضح الروايات الإسرائيلية التي تعتبرها مضللة، وإبراز معاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال.
استهداف الجنود مزدوجي الجنسية
وفقًا للمصادر التي نقلتها "يديعوت أحرونوت" العبرية، تمتلك مؤسسة هند رجب قائمة بأسماء ما يقرب من 1000 جندي إسرائيلي مزدوج الجنسية شاركوا في عمليات عسكرية في غزة.
وقدمت المؤسسة طلبات اعتقال بحقهم في عدة دول، بما في ذلك إسبانيا، وإيرلندا، وجنوب إفريقيا، وتركز هذه الجهود على منع إفلات الجنود من المساءلة القانونية، في خطوة تعتبرها المؤسسة جزءًا من مواجهة ما تصفه بجرائم الاحتلال الإسرائيلي.
وتواجه مؤسسة هند رجب انتقادات واسعة من الدوائر الإسرائيلية، وخصوصًا بسبب تصريحات مؤسسيها دياب أبو جهجاه، رئيس الحركة، أذ أكد كريم حسون، أحد قادة المؤسسة، رفضه التام للاعتراف بإسرائيل، معتبرًا أنها دولة استعمارية عنصرية، هذه المواقف زادت من حدة الجدل حول أهداف المؤسسة ومدى مشروعيتها.
45717 شهيدًا في مجازر الاحتلال
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، السبت الماضي، ارتفاع عدد الضحايا جراء عدوان جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 45717 شهيدًا و108856 مصابًا.
وأكدت الصحة الفلسطينية أن الاحتلال ارتكب 4 مجازر في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 59 شهيدًا و273 مصابًا خلال الـ24 ساعة الماضية.
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على قطاع غزة، لليوم الـ456 تواليًا، عبر شن عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، مع ارتكاب مجازر ضد المدنيين، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح أكثر من 95% من السكان.